قــلـبـيْ تــذكّــرَ والـتّـذكـارُ يـوجـعُـهُ
عهداً مضى هلْ دموعُ العينِ ترجعُهُ
أيــامَ كـنّا نُـقضّي الـليلَ فـي مَـرحٍ
والـوصـلُ لاشــيءَ يـؤذيـنا ويـقْطَعُهُ
وهــذه الــدارُ إنْ أعـطـتْ فــإنَّ لـها
طـبـائعاً مــن يـذوقُ الـشهدَ تـلسعُهُ
وكــمْ تــراءَى لــه فــي نـومِـهِ شـبـحٌ
خـافَ الـفراقَ بُـعيدَ الـوصلِ يفجعُهُ
يـامـنْ لــهُ فـي الـحنايا مـن مـحبَّتِهِ
شــوقٌ تـسـيلُ عـلـى ذكــراهُ أدمـعُهُ
والــرُّوحُ فـيها حـقولُ الـوردِ نـاضرةٌ
وربّ وجـــهٍ يــسُـرُّ الـــروح مـطـلـعُهُ
يـكـونُ لـلـوقتِ طـعـمٌ فــي مـجالسِهِ
حـديـثُهُ الـحـلوُ مـثـلُ الـزهـرِ يـزرعُهُ
قـد أشـرقتْ في سماءِ القلبِ فرحتُهُ
لــمـا حـلَـلْتَ وصــارَ الأنــسُ يـرفـعُهُ
وكـنـتَ غـيـثاً عـلـى أجــواءِ مـهـجتِهِ
فــأربـعَـتْ وغــيـوثُ الــحُـبّ تُـمْـرِعُـهُ
والـيـومَ كــلُّ الــذي قــد كـانَ حَـولَّهُ
صـرفُ الـليالي وهذ الهجرُ موضعُهُ
إن عــادَ عــادتْ لـنا الأفـراحُ ثـانيةً
أوْ لا فـحـزنٌ وهــمٌ ســوفَ يَـصرعُهُ
قــدْ كـابدَ الـوجدَ فـي إبَّـان نـشأتهِ
والـوجدُ يُضنيْ إذا مَا فاضَ منبعُهُ
مـــا كــانَ يـعـلمُ أنَّ الـحـبَّ يــوردُهُ
تــلــكَ الــمــواردَ أو يــؤذيــهِ مـرتـعُـهُ
حــتَّـى تـعـلَّـقَ فـــي بـــدرٍ فـضـيَّعهُ
والـبدرُ هـلْ عـادَ يـا قـومي مُضَيَّعُهُ
إنـــي وإن بــانَ مــنْ خـلّـي تـفـلتُهُ
بـــاقٍ ولــسـتُ بـمـا أبـديـهِ أخـدعُـهُ
طـوَّفتُ حـتَّى سئمتُ اليومَ ماوجدتْ
نـفسي وصوتُ قصيدي بتُّ أسمعُهُ
يـقولُ إنْ أزمـعَ الـمحبوبُ فـي سـفرٍ
إيّـــاكَ إيّـــاكَ بـيـتَ الـشـعرِ تـرفـعُهُ
واتـركْ ديـارَ الـهوى ما عادَ طائِرُها
يـشـجيك لـحنٌ عـلى غـصنٍ يـرجِّعُهُ
بـعدَ الـذي كـانَ فـي دنـياكَ زينَتَها
وكــانَ مـثـلَ الـربـيعِ الـغضِّ مـربَعُهُ
يـاربّ إنـي عـلى مـاكانَ مـن زلَـلي
أرجـــوكَ يــاربّ رُشــدي لا أُضَـيِّـعُهُ
واجـمعْ بـمنْ حالَ فيما بيننا شحطٌ
هـــذا الــفـؤادَ فــإنَّ الـبـينَ يـوجـعُهُ
مــاعـادَ فــيـهِ لـغـيرِ الـخـلِّ مـتـسعٌ
وذكـــريــاتٌ لـــــهُ لــيـسـتْ تــودّعُــهُ
.........................................
سالم الضّوّي