منذُ ودّعتَ لم يعُدْ يعقوبُ
اكتبِ الشعرَ أيُّها المكروبُ
عرفَ الناسُ في دموعكَ أنّ الْـ
حــرْفَ هـمٌّ وغـربةٌ وذنـوبُ
جئتُ والحبُّ ـ منذُ عشرينَ جُرحاً ـ
صوتُكَ الطفلُ ، حُلمُكَ المغْلوبُ
جئتَ والشعرُ ـ منذ عشرينَ خوفاً ـ
ليسَ عنْ هـذهِ الجـراحِ يتـوبُ
حارةُ الصامتينَ ، قرَّاءَ شِعري
تتركُ الشمسَ كىْ تراها القلوبُ
هـؤلاءِ الذيـنَ أصبرُ عنهمْ
حلفُوا : إنّ قربَنا " مكتوبُ "
ملءُ فانُـوسِهمْ تثورُ الوصايا
ولِـحاراتِهم تعودُ الطُيــوبُ
أنَا يا بحرُ نحوَ رمْلِكَ أعدُو
وعلى قدْرِ ما انْتظرتُ أذوبُ
سطَـّرتْنِي الهمومُ قصةَ حُلمٍ
هىَ مِـن أوّلِ الزمـانِ كُروبُ
كيفَ عيناكِ يا رسُولـةَ عِطرِي
والحـكايـاتُ أدمـعٌ وغـروبُ ؟
منذُ لمْ تنزِفِ القصائِدُ غيْرِي
ونصيبِبي مُنَ السَّلامِ هُرُوبُ
منْذُ لمْ تُحسِنِ الفجيعَةُ قتلِي
وجبِينِي ـ كمَا رأَوْا ـ معْصُـوبُ
ذكَرُوا صبْرَهمْ ، وقالُوا : قليلٌ
وأنَا بعْدَ صبْرِهِمْ ( أيُّوبُ ) ! !
آهِ ، لو أنَّني ضممْـتُكِ لمَّا
قيلَ : " ريحانُ عمرِنا مصْلُوبُ "
آهِ يا ليتنــي ضمَمْتُكِ ، حتَّـى
يأتِيَ الشمسَ صوتـِيَ المشبوبُ
لقوافــي القصيدِ أنَــّا أتيْنَا
مـُدُنَ الخـوفِ والرفيقُ خُطوبُ
سلِِّمـي لي علَى وشاحِكِ هذا الْـ
حُـرُّ ، ، هـذا المسافرُ المحبوبُ
وعلَى وجْـنتيْـكِ ، أوّلَ ضـوءٍ
بينَ عيـنِي وبيْـنَ عيْنِـي يجـوبُ
........
عمرو محمد فوده