أريد أن أمسك بيدي كل ماحولي !
ولكن هل أستطيع أن أضعه في فمي ؟
إن أحلى الأشياء عندي الآن ؛ هي ماأضعه في فمي من طعام جميل من ثدي أمي ، ولكن فلنجرب ؛ سمعتهم يصرخون كثيرا من حولي ، وينهروني عن وضع الأشياء في فمي ، ولكن ماهذا التخلف ؟
دعوني أجرب ؛ لأرى هل تصلح هذه الأشياء أن أضعها في فمي أم لا ؟
تحولت الحركة إلى عزيمة ، وبدأت اسرع في الزحف ، واستطلع كل شئ حولي ، ولم يكن ينتابني إلا أن تتحول ضحكاتهم إلى صراخ في أذني ، ونهر ، ثم تحول الأمر إلى ضرب خفيف على يدي ، لماذا يضربونني ؟
أريد أن أعرف ! أريد أن استكشف هذا العالم من حولي ،
صرت أسير علي قدماي قليلا ؛ أصبحت أسرع في الوصول للأشياء .
تحول الأمر إلى مسابقات ؛ بيني وبين من حولي جميعهم .
دائما مايعدون خلفي ؛ وتتعالى الصيحات ؛ وكانهم يتسابقون معي في كل شئ , والأدهي من ذلك ؛ أنهم كانوا يمنعوني من كل شئ ، ولم يكن ينصفني إلا أمي الغالية , دائما ماتتشابك معهم ، وتحنو علي وتضمني الي صدرها ، مااجملك ياامي ! مااجملك !
وذلك الرجل الذي يحتويني ، يحنو علي ، ويربت دائما علي ظهري، وكان يأتي بأشياء لها طعم حلو في فمي ، ويضع أشياءً أخري لها طعم غريب في فمي ، كان يقول لي : قل أبي ، قل أبي ، حتي علمت أنه أبي ، بدأت أتعود عليه ، ثم وجدتهم يمنعوني من صدر أمي ، أحسست بالفزع ، صرخت بكل قوتي : ماهذا الظلم ؟ أريد صدر أمي .
ظللت في هذا العذاب كثيرا ، وأنا أتجرع مرارة البعد عن صدر أمي ، و لكني تعودت بعد ذلك - خاصة - أنهم أصبحوا يطعموني أشياءً لها طعم لذيذ وجميل .
كبرت قليلا ، وأصبحت أتعلق بأبي
..............
عصام قابيل