لفوني في كفني ، ثم حملوني إلى حيث يصلون علي ، قدموا الإمام فصلى علي أربعا ، بلا ركوع ولا سجود ، شعرت بدعوات الناس تحيط بي من كل جانب ، ثم ذهبوا إلى هناك ؛ حيث حياة البرزخ ، رقدت هناك في قبري؛ ثم أغلقوا علي باب القبر.
ثم شعرت بملكين أقرنين ؛ الوجه أزرق ؛ والعيون حمراء ؛ يجلساني بقوة ، أصابني الفزع في بداية الأمر ؛ ولكني سمعتهم من فوق قبري يحثوني علي الشهادة ، ويتكلمون في فضل الله ورحمته ،ويتكلمون عن النبي عليه الصلاة والسلام وشفاعته ، اطمأن قلبي ، وآنسوني ، ثم فوجئت بالملكين يهزاني من كتفي وهو يسألون: من ربك ؟
قلت : ربي الله لاإله إلا هو ، ثم تركاني ، ثم عاودوا الإمساك بي ؛ وسؤالي مرة اخري: مادينك ؟
قلت: ديني الاسلام ، ثم تركوني ، ثم عاودوا الإمساك بي ؛ وسألوني مرة
أخرى : ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم ؟
قلت : هو محمد بن عبدالله ورسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أراحوني مرة أخرى ، ولكن هذه المرة برفق ، وسمعت صوتا يقول : افتحوا لعبد الله بابا ؛ ليرى مقعده من النار الذي لو لم يؤمن لكان من نصيبه .
أصابني الهلع والرعب والفزع للحظات ، ولكني سمعت هذا الصوت يقول مرة أخرى : افتحوا لعبدي بابا ليري مقعده من الجنة .
تهلل وجهي وأشرق النور على قبري .
......
عصام قابيل