
قيام الحرب العالمية الثالثة - والتي عرفت بهرمجدون - في الكتب الأخرى ، وقيام المهدي المنتظر واخذه البيعة ؛ ثم انتصاره علي قوى الصليب ، ثم ظهور الدجال - واقشعر جسدي حينما تذكرته -
ثم نزول عيسي عليه السلام ؛ وقتله الدجال ، ثم خروج يأجوج ومأجوج
، وخروج الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ثم الريح الباردة التي تقبض من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان .
ثم في النهاية الصيحة من إسرافيل ، ترى هل هذه هي الصيحة ؟
لم ألبث كثيرا حتى سمعت الصيحة مرة أخرى ، شعرت وكأن أحد يلملمني ، ويجمع كياني ، وشعرت بماء يتسرب إلى أنحائي ، ثم شعرت بالأرض تنشق ، وأخرج منها برأسي ، لا أرى ، ولا أسمع !
ثم فجأة ! شعرت بالروح تدب في جسدي ، ونظرت إلى الأرض فوجدتها وكأنها سطحت ، ولا يوجد عليها بروز واحد من الجبال ، ومناديا ينادي: هلموا إلى لقاء الله ! هلموا إلى لقاء الله .
تجمعنا حشودا وراء حشود ، والكل يقف مرعوبًا في خشوع شديد ، ويهمس في صوت خافت : أين ربنا ؟ إن الله سيحاسبنا
ودنت الشمس من الرؤوس ، وراح الناس كل بحال يدفع عن نفسه العرق من شدة الحر ، فرأيت ناسا وصل بهم العرق حتي كادت أن تغرق فيه ، وبعضهم حتى صدره ، وبعضهم حتي حقويه ، وبعضهم حتي ركبتيه ، وبعضهم حتي الكاحلين ، وبعضهم نفض العرق تقريبا من عليه ، وتعجبت عجبا شديدا ، سمعت عن هذا من قبل ، ، ولكني لم أكن اتخيل أنه بهذا الشكل ، ثم سمعنا جلبة رهيبة وضوضاء ، ثم اخذنا يسأل بعضنا البعض ؛ حتي جاءنا الخبر من أولي الفهم والعلم ، إنهم ملائكة السماء الأولي ، وقد بهر نورهم كل أهل الموقف، وتساءل الناس : أفيكم ربنا ؟
قالوا : لا ، نحن ملائكة السماء الأولى .
واصطفت الملائكة علي جانب الموقف ، ثم حدثت نفس الجلبة والضوضاء ، ونزلت ملائكة أشد نورا ففزع الناس ، وتساءل أهل الموقف : أفيكم ربنا ؟
قالوا : لا ، واستمر الملائكة في النزول حتي نزلوا جميعا
وفجأة ! حدثت واقعة إنخلعت لها الألباب؛ تطايرت صحف الأعمال؛ وذهبت كل صحيفة لصاحبها؛ فآخذ كتابه باليمين؛ وآخذ كتابه بشماله، وبقى الناس في حيرة وخوف ووجل؛
...........
عصام قابيل