أَزارَني طَيْفُهَا وَغابا !
وعِطرُها بَثَّنِي عِتابا !
مَلابِسِي رُتِّبَتْ بِفَنٍّ
وَغُرفَتِي أُرْجِعَتْ شَبابا
تَأَلَّقَتْ صُورَتِي بِبِشْرٍ
وَقَهوَتي أُبْدِعَتْ شَرابا
خواطِرِي كالطيورِ آبَتْ
لِعُشِّها والمُقامُ طابا
تراقصَتْ مِن هَوًى سُطُورِي
وَدَفْتَرِي حِبرُهُ تَصابى
قَصائِدِي أَنبتَتْ زُهورًا
وبحرُها صارَ لِي تُرابا
ورَفْرَفَ القلبُ في حُبُورٍ
كأنَّهُ عانَقَ السَّحابا
لَدَى ادِّكارٍ أَهامَ وَقْتِي !
فساعَتِي لمْ تُجِدْ حِسابا
تَرَنَّحَ الفِكْرُ في هَواها
وساحَ في كَأْسِها وذابا
فَكاذِبٌ مَنْ يقُولُ " قلبٌ
مُتَيَّمٌ بِالْحَبِيبِ تابا "
كَأنَّني مِنْ هَناءِ قلبِي
بِعِشْقِها لَمْ أَذُقْ عَذابا
....................
ماهر النادي