مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

أجنحة هشة قصة قصيرة للأديب / محمد شعبان


Mohammad Shaban 

بدايةً أحب أن أطمئنكِ على نفسك وأخبركِ أن هناك فرقًا بيني وبينك ، فأنا لن أستغل موقف ضعفك هذا ، والذي تجردت فيه من كل وسائل استقوائك عليَّ طوال الفترة السابقة ، لماذا صبرتُ عليك أيتها البلهاء كل هذا الوقت أهو الحب ، أم الجمال ، أم الحسب والنسب والجاه والسلطان ؟ ... كل ذلك لن يغني عنك مني شيئًا الآن وأنت بين يديَّ في هذه الغرفة الضيقة المظلمة المغلقة كجرذ ضعيف بين أنياب هر مفترس .. نعم أنا مفترس .. أنااااا مفترس وأنت فريسة الليلةِ وكل ليلة من الآن فصاعدًا .. في هذه العزلة والوحدة لن يسمعكِ أبوكِ المليونير رجلُ الأعمالِ المشهور وصاحب السطوة والنفوذ الذي أزعج أفقي رَدَحًا طويلا أمْرًا ونهيًا حتى لكأنِّي كلب اشتراه لك لتسوقيه بطوق خانق مميت غير عابئة بحبي لك وتقديري لك .. لن تغيثك اليوم أمُّكِ التي حَشَتْ رأسك بقمام النصائح ورذالها ولا صديقتك الرعناء التي تتبعينها كظل أعمى .. أستطيع الآن أن أهشم ذلك الرأس المحشو بروث العادات وقذر التقاليد التي لا هوية لها .. لا غربية ولا شرقية ، وبكل سهولة أستطيع الآن أن أجتث لسانك الأرقم من جذوره العفنة والذي ما سلمتْ كرامتي من لدغه بالغدو والآصال ... هيا قولى كلمة واحدة الآن لتجدي مارِدَ رجولتي المقمقم منذ زمن منطلقا ساحقا إياك كأقوى من قطار مندفع خارج من نفق مظلم بسرعة الطلقة .. رجولتي .. ها .. هل تعرفين الرجولة ؟ .. رجولتي التي افترشتُها لك بكامل إرادتي كسجادةِ مدخلِ ردهةٍ لا تقدرها النعال تدهسين وتوسخين وتبقعين ... ما من سبيل الآن سوى العزلة .. نعم ينبغي أن أجبرك على العزلة سوف تعتزلين كل شيء إلا خدمتي ورعايتي كما خدمتك كعبد مطيع ورعيتك كحارس أمين .. سوف لا ترين أمًّا ولا أبًّا ولا جنس إنسان إلا بإذنٍ مني .. ها .. هل تسمعين ؟ .. بإذن مني أنا .. كما أنني لم أتصرف إلا بإذن منك طوال خدمتي لك .. سوف تلبثين هنا في هذه الغرفة كأحقر من أحقر قطعة أثاث ... سوف لا تشعرين إلا بوقع العصا وهو يكسر عاداتك الغبية ، ولن تسمعي سوى السوط يرعد مشاعر غرورك وتكبرك .. أما أنا وحبي لكِ ، وخوفي من غضب أهلك لن يكونا منذ الحين مركز ضعف أبدًا سأقوم الآن وأقطَّب رجولتي التي هلهلتِها أنت وأهلك باستصغاري وتحقيري ... آااااااهٍ على إنساني الذي وَأَدْتُ من أجلكم .. آااااااهٍ على كرامتي التي أسكنتُها النسيانَ من أجْلكم .. آاااه على أنا الذي تبلد حتى جعلت ُمن حياتك مع أقاربك ومعارفك وكل من تحبين ربيعًا دائمًا بينما حَييتُ وكل صلاتي وعلاقاتي شتاءً باردًا متقوقعًا فيه في خدمتكم وطاعتكم فحسب .. كَلَّمْ هذا ولا تكلم هذا .. حاضر... صل هذه ولا تصل هذه ... طيب .
عزيزتي .. أقصد يا من كنتِ عزيزتي هذه العلاقة لن تستمر كاثوليكيةً أبديةً على هذا الحال ينبغي أن يتحرر العصفور الآن من قفص تحكماتك الغبية ما دام يملك أجنحة ... أأأأ
: ـ مراد .. مراااد .. ماذا تفعل عندك ؟
:ـ لا شيء أأأأأ لا شيء يا زوجتي يا حبيبتي أنا أأأأأنظف صورتك الغالية وسأعلقها حااااالا .
-----------------، ------------------
محمد محمود شعبان

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016