إلى ( إسراء )… الشهيدة
هذا الخضـوعُ وهذا الجُـوعُ والظمأُ
والشِعرُ خلفَ حروفِ اليأسِ يختبِئُ
عشْرونَ سجناً، ورحَّالونَ..خوَّفهُـمْ
أنّ البـلادَ التي هُمْ وجهُـهَا ـ سَبـَأُ
وأنتِ وحْـدَكِ حـوْلَ النبْـلِ شامخـةٌ
والبُـنــدقِيَّــةُ .. عـَارٍ دونَـهَا النبـَأُ
أُولَى القصائدِ خوفَ النارِ صامتـةٌ
لكنّ آخِـرَهَـا النورُ الـذي قـَرَأُوا
بِاسْمِ البلادِ التي قَدَّسْـتِ مِنبَـرَها
ليسَ الكلامُ بغيرِ الدمْـعِ يبتـــدِئُ
يا غُنوةَ الصبحِ ، طيرُ الأيْكِ يُنشِدُها
وليـسَ يصحُــو علَــى لاءاتِهـا مَـلأُ ُ
" إسراءُ "يا صيْحةَ الحقِّ التي بدأتْ
فلا تـزالُ علَـى التسبيـحِ تتَّـكِــئُ
" ياسيـن ُ"... وِردُكِ حتّى بابِ جنَّـتِهِ
و" الفجرِ " عطرُكِ في الأرضِ التي أطَـأُ
هذا حجابُكِ ... لو يُنبِيـكِ عنْ أممٍ
لقالَ .. يا وجعَ الجُرحِ الذي نكَأُوا
قلْنـا : حجابُكِ في مِعراجِ رحلتِــهِ
سَكِينةُ الرُّوحِ ؛ لا خـوفٌ ولا حمَـأُ
نقشٌ علَى حائطِ الأحــزانِ يَعرِفُـهُ
قلبٌ إلَى اللهِ ربِّ النّــاسِ يلتَجـِئُ
مِن شهقَةِ الروحِ حتّى وأْدِ ضِحكتِها
الحُلمُ يذهبُ ، والقنديلُ ينطفئُ ..
وفِي دُروبِ الأسَى والقهْرِ أجْمعُنَـا
ينسَى ويُصعَـقُ ،أو يمشِي وينكَفِئُ
علَى الرَّصاصِ صحوْنا،قيلَ : "يذبحُنا
هذا الخضوعُ ،وهذا الجوعُ والظَّمَـأُ"
....................
بقلمي .. عمرو محمد فوده ...