مَن تَكون؟
باهتَ الألوانِ، تبدو شبَحًا
والرّؤى تمتَدُّ دونَك..
دونَ وزنٍ صارَ طولك
والصّدى ملءُ عيونَك
يا ابن من أسمَوكَ شيئا
أورَثوا عينيكَ ظلا...
ينتهي عندَ ظنونَك.
المرايا؛ كل شيءٍ مائِلٍ فيها يَكونَك.
عاشقوا فنّ التمَطّي، والتّلَطّي، والتّقَفي، والتّشَفّي، والتّشَظّي...
يَتبَعونَك.
باهتَ الألوانِ تُرجى!
إنّهم لا يَعشَقونَك...
يَتبَعونَك..
كلّ لونٍ يسترُ الظّلّ الذي فيهم؛ يَكونَك
كل صوتٍ يسكِتُ الجوعَ الذي فيهم؛ عيونَك
إنّهم يَخشَونَ شمسًا...
إن تَراهم؛ يخلعونك.
يا خفيف الدّمِّ.. يا زُرقًا عُيونَك...
إنّهم يدعونَ في ليلٍ بعيدٍ عن فُتونَك:
- يا إلها عالِمًا فينا؛ حَنانَك..
ما عَبَدنا –إذ كَفَرنا- طلعة الشَّبِّ البَهيَّة
بل عَبَدنا عِندَهُ العيشَ الرّخيّا
وارتَضينا أن يكونَ الجروُ بعدَ الكلبِ مولانا الوَصِيّا..
ويموتُ الثّأر،
والزّيرُ الذي فينا، يُساوم...
بل يُداهِن...
والصّدى فينا يُسافر
لحدودٍ أصبحت حلمَ المُغامِر،
والمُهَجّر، والمُشرّد، والمُكمّم، والمُقيّد...
والذي قد عاش يرجو أن تَراه
أن ترى الهمّ الذي يجتاحُهُ
تُدرِكَ الجرحَ الذي يحتلُّهُ
أن تعاني مثله...
أن تُريهِ مَن تَكون
باهِتَ الألوانِ، يا صوتَ الفُتون
يا ابن مَن أهدوكَ ظلّا
يتَفَشّى...
يتغشّى كل شَيء...
ينتَشي من دونِ شيء!
يرتشي ليكونَ شيء!
باهتَ الألوان؛ يا نسل السّراب
يا ابن من أعلوكَ فينا..
واعتَلوك!
بسَرابٍ قَنّعوك، غَلّفوك..
لم تعُد تُبصِرُ فينا غير ما قد لقّنوك
مثل كبشٍ سمّنوك
وغدا لن يَرحَموك
حينَ كلّ المُبصِرين
يسألونَك:
باهت الألوان؛ هل أدركتَ شانك؟
مثل سرّ عشتَ فينا
لا نُحِسَّك
لا ترانا
دونَ وزنٍ صارَ طولك
دونَ طولٍ صارَ لونك
دونَ ظلٍ طالَ ظِلَّك
وانتشى مثلَ سرابٍ
فانتبَهنا...
من تكون؟!
..........
... صالح أحمد (كناعنه) ...