مُرِّيْ بِأطْيَافِ الخَيَالِ فَمِثْلَمَا
فَاتَ الخَيَالُ تَفُوتُ تِلْكَ الذَّاكِرَهْ
.
يَنْدَىْ لَهَا كُلُّ الجَبِيَنَ وَ حَسْبُ مَا
هَدَّ النَّدَىْ ظَهْرَ الزُّهُورِ العَاطِرَهْ
.
رِفْقًا بأوْرَاقِ الوُرُودَ فَإنَّمَا
دَمْعُ الوُرُودِ يَشُقُّ ألَّا نُهْدِرَهْ
.
فَبِأَيِّ أصْنَافِ الحَدِيثِ تَكَلَّمْتْ
حَتَّىْ رَأَيْتُ الدَّمْعَ يَسْلُكُ مَعْبَرَهْ
.
تَرْمِي بِهِ صَوْبَ الفُؤَادَ وَ مَا بَكَتْ
مِثْلِيْ وَ مَا ذَنْبُ العُيُونِ الصَّابِرَهْ ؟!
.
مِنِّيْ وَ بَعْضُ جَوَارِحِي مَكْلُومَةٌ
يَبْكِينَ مِنْ فَرْطِ السَّيُوفِ العَاقِرَهْ
.
مِنْ ضَوءِ هَذَا الدَّمَّ تُشْرِقُ شَمْسُنَا
دَارَتْ بِأَفْلَاكِ السَّمَاءِ المُقْمِرَهْ
.
دَعْنِيْ فَلَسْتُ اليَوْمَ أشْكُوْ حَاجَةً
عَلَّ الذِي قَدْ مَرَّ يَوْمًا يُخْطِرَهْ
.
وَ لَعَلَّ بَعْضُ الشِّعْرَ يَصْنَعُ قَالَبًا
يَبْنِيْ بِهِ صَدْعَ البُيُوتِ المُقْفِرَهْ
.
حَدَّانِ بَيْنَ الحُبِّ يَظْهَرُ فِيهِمَا
دَرْبُ الحَيَاةِ و دَرْبُ تِلْكَ المَقْبَرَهْ
.
عُدِّيْ بِأَطْرَافِ الأصَابِعِ وَ اْبْدَئِيْ
حَرْبًا تُؤَجِّجُ بالنَّفِيرِ فَتَنْفُرَهْ
.
بَيْنِيْ وَ بَيْنِكِ تُسْتَبَاحُ دِمَاأَنَا
مَاتَ الذِي بَيْنَ الجَوَانِحِ نَكْفُرَهْ
.
دُلِّينِيْ لَوْ مَا زِلْتِ بَعْدُ صَدِيْقَةً
دَرْبًا بَعِيدًا لَيْسَ يُعْرَفُ آخِرَهْ
.
إنْ كُنْتِ بَاقِيَةٌ فإنِّي بَاقِيًا
نَمْشِي سَوِيًّا بِالطَّرِيقِ وَ نُزْهِرَهْ
.
لَوْ مَالَ شِبْرًا نَسْتَقِيمَ بَمَيْلِهِ
إنْ ثَارَ يَوْمًا نَعْتَليْهِ وَ نُجْبِرَهْ
.
حَتَّىْ وَ إنْ ضَاقَ الطَّرِيقَ فَإنَّنَا
فِيْ كُلِّ تَلٍّ نَلْتَقِيهِ سَنَكْسِرَهْ
.
مُرِّيْ بِكَفِّ الحُبِّ فَوْقَ قَصَائِدِيْ
لُمِّيْ القَصِيدَ وَ جَمِّلِيْ مِنْ نَاظِرَهْ
.
يَخْتَالُ فَخْرًا أنَّ عِشْقًا جَاءَهُ
تَبْكِ المَوَاجِدُ مِنْ أزِيْزِ الحُنْجُرَهْ
.
دَارَتْ بِأعْطَافِ القَصِيدَ و مَلَّكَتْ
أعْطَافَهَا كِسَفَ القَصِيدِ الجَائِرَهْ
.
عَلَّمْتُهَا أنَّ الحَيَاةَ قَصِيرَةً
لَامَتْ عَلَيَّا الخَوْفَ ألَّا نُجْهِرَهْ
.
لَنْ يَسْتَقِيمَ الحُبُّ فِي أعْمَاقِنَا
حَتَّىْ يُقِيْمَ الشِّعْرُ شَيْئًا يَحْفُرَهْ
.
يَا كُلُّ شَيْءٍ فِيْ حَيَاتِي غَالِيًا
بِاللهِ عُودِيْ أنْتِ أغْلَىْ جَوْهَرَهْ
.
..............................
فهد حميد