لا تَقْرَبِي مِنْ وَاحَتِيْ عَطُبَ الثَّمَرْ
وَدَمِي تَسَمَّمَ بِالقَصِيْدَةِ وَالقَمَرْ
هـَــذِي الـمَـدِيْـنَـةُ قَاتَلَتْ أَبْنَاءَهَـا
سَلَبَتْ حَيَاةً مِـنْ مَـنَـاكِـيْـدٍ زُمـَـــرْ
هَذِي الحَنُوْنَةُ جَفَّ بِئْرُ حَنَانِهَا
وَيَحَارُ مَنْ فَقَدَ الحَنَانَ وَلَمْ تَحَرْ
كَمْ أَنَّ حَرْفٌ بَاتَ يُسْمِعُ شَاعِرٌ
تَرَكَتْهُ مَـصْـلُـوْبًا بِنَاصِيَةِ القَدَرْ
وَجَدَتْهُ مَهْزُوْمًا تَوَارَثَ حَالَهُ
تَرَكَتْهُ حَيْرَانًا وَلا يَدْرِيْ المَفَرّ
تَـرَكَـتـْهُ مَـحْـرُوْمًا يُـنـَازِعُ حَـاجَـةً
تَرَكَتْهُ عَطْشَانًا وَفِي يَدِهَا المَطَرْ
هَـذِي الـبِـلادُ الذَّابِحَاتُ حَبِيْبَهَا
تَغْتَالُ حُـبًّـا فِـيْ الطَّهَارَةِ قَد بَدَرْ
أَنَّـى أُعَـاتِـبُ والمَسَامِعُ غُلِّقَتْ
وَفَمِي يُـغَـلَّلُ بِالـدُّمُــوْعِ وَبِالشَّرَرْ
وَلِمَنْ سَأَرْكَنُ والقَـصِـيْـدَةُ يَـا تُـرَى
فَيَدٌ لِطَعْنِيَ أَمْسَكَتْ وَيَــدٌ تَـــذَرْ
قَلَمِي تَغَرَّبَ فِي الـمَـدِيْنَةِ ذَاتِــهَـا
وَأَحَسَّ قَـــلْـبِــيَ بِالـتَّـغَـرُّبِ فانْـصَهَرْ
هَذِي المَدِيْنَةٌ مَــوْلِـدِي وَطُـفُوْلَتِيْ
هَذِي المَدِيْنَةُ أَنْكَرَتْ فِيْهَا السَّهَرْ
هَذِيْ الحَبِيبَةُ ذَبَّحَتْ أُنْـشُـوْدَتِـــيْ
فَهَلِ الحَبِيْبَةُ أَجْرَمَتْ أَمْ مَنْ نَحَر ؟!
آَمَـنْـتُ فِـيْـهَـا يَـوْمَ حَاجَةِ مُـــؤْمِنٍ
وَغَدَوْتُ أَخْسَرَ فَالمَفَازُ لِمَنْ كَفَرْ
إِنِّي أُحِـــبُّ فَـلَـيْـتَ تَـعْـلَـمُ مَــــرَّةً
كَمْ مِنْ حَبِيْبٍ عَــذَّبَتْهُ يَدُ القَدَرْ
إِنِّــــي وَأَرْضُ اللهِ تَــبْـــرُزُ أَوْسَــعًــا
أَلْفَيْتُ أَضْيَقَ فِي عَيُوْنِيَ ذَا الحَضَرْ
إِنـــِّي رَأَيْــتُ مِـــنَ الـمـَدَائِـنِ أَجْــمَــلاً
لَـكِـنَّ حُــبـــِّيَ لا يُقَرِّرُهُ البَصَرْ
..........
حمدي جابر