أُوتيتُ فيهم مَرارًا كنتُ أحتسِبُ
تأتي المنيَّةُ في أحشائها الرَتَبُ
يُذكي الغريبُ شَرار النار أعذِرُهُ
فهل لأهليَ عذرٌ فيكِ يُرتكَبُ !
فلا يُذلُّ امرؤٌ ما الدار دارتهُ
رُجعى الى قَدَرٍ حُفَّت بهِ التُرَبُ
قومٌ أباةٌ هنا فاحت نسائمهم
كما البدور بَهَتْ من ضوئهِا الشُهُبُ
شعبٌ أصيلٌ عُروبيُّ الهوى أنِفٌ
هل ملتقًى يُرتجى فيْحاؤهُ حلبُ
أشكو نزوحًا فمنْ جوعٍ إلى شَططٍ
تيبَّسَ الجفنُ قل لي كيفَ ينتحِبُ ؟
هل يشحذونَ سيوفًا غَرْزُها نشَبٌ
والنصلُ في مُهَجِ الأطفالِ ينسكِبُ!!
حتَّى المواجِع ما رقَّت لأدمعهم
وأدمُعي رغِبَتْ في وأدِها السُحبُ
يمَّمتُ داري فلا حِضنٌ ولا كنَفٌ
والروحُ شأوَ فحيحِ الموتِ تُسْتلبُ
سوريَّة الطُّهر جالَ الموتُ فيكِ سدًى
كحاطبِ الليلِ يُغري كفَّهُ الحطبُ
.....
ناهدة الحلبي