إذا للعين من لغةٍ لكنتَ
لغات العين أجمع إن نطقتَ
تشابهك الدموع بكل معنى
وبالمرآةِ قد رسمتكَ أنتَ
وما للخدِّ من ورقٍ لرسمٍ
لترسمك العيون كما خُلقتَ
تقاسمني خدوديَ وجهَ خلِّي
لتسألني الدموع; لمَ ابتعدتَ
فأنت انا ولستُ كأنت كنتُ
فكُنتَ أنا وأنت بنا اكتملتَ
كأن هواك مخرجهُ بصدري
وقلبك نبضنا أفما اقتنعتَ؟
وما ارتسمت ملامحه بوجهي
له ألمًا وما اعتبرتهُ نعتا
ولكن المودة منك مالًا
ومنقلبًا وعلَّ لذا**(كَ) كبَتَّ
كما ولعلَّ إن زرعتك مني
عيون البدرِ بالنظرات طبتَ
كما ولعل من وضعوك دمعًا
بها حصدوك كالثمرات شتى
أحبك راغمًا من كل عرقٍ
وأخرجُ داخلي بيديَّ صمتا
لأطرحها بفرشك يا حبيبي
وأرحل دونها لأُفتَ فتَّا
وأُبحرُ فى دمي وبخط شعري
لتكتبني الحروف كما أردتَ
وأيامي أعددها وأدعو
بجمتعها لعلَّ أراك سبتا
ويوم غدٍ فهل سأراك حقًا
كما ستراك عينا الشوق كلتا
وهل سأراك إن حبسوا وأخفوا
دفاترنا على الكلمات وقتا
فكم رسمتكَ فى ورقي حروفي
وكم نقشتك ملحمةً وبيتًا
وكنت أراك مطلعها غزالًا
وأوسطها مراتعهُ و قََلتا
وعند ختامها سأراك قاضٍ
سيحكمُ ما يرى ويبتُّ بتَّا
وكم نظرتك عيني فى منامي
وكم بالدمعِ قد عزفتك صوتا
وكم بالخد ملحمةٌ وشعرٌ
أصنفها بعلمك أنت بَحتا
سألت يدي أعشق هواك حِلًا؟
حلالًا أردفت وكذاك سُحتَا
ففي شفتيك معصرةٌ وكأسٌ
وقلبك مسجدٌ وبهِ ربحتَ
فقام القلب منقلبًا خطيبًا
وأفتى شبهةً لهواكَ أفتى
......
جمال علي حزام الذيباني