تَــبّــــاَ لــلــنِّــــفـاق .....بقلم الشاعر الكبير / أحمد قطيش

قُــل لـلـذي انـتـظرَ الـفـتاتَ يُـصَـفُّ

هـــلّا عـفـفتَ كـمـا الـكـرامِ تَـعِـفُّ
.
بــلــدٌ يــبــاعُ ويــشـتـرى بـوقــاحـةٍ
وأراكَ تــلــهـثُ راكـــضــاً تــصْـطَـفُّ
.
في القاعِ منْ وحلِ المعيشةِ غارقٌ
ومـوائـدٌ مــنْ فــوقِ رأسِــكَ تـطـفو
.
تـرجـو بــأنْ تـسـقى شـرابـاً بــاردا
جَــفَّ الـغـديرُ ورَمْــلُ بـطنكَ يَـسْفو
.
تـشـكو خـلـوَّ الـجـيبِ مـنـكَ تـذللاً
حــسُّ الـكرامةِ فـي ضـميِركَ يـغفو
.
وظـلـلتَ تـهـوي هـابِطاً مـنْ حـالقٍ
فـغـدوتَ سـفـحاً حـينَ غـيركَ أنـفُ
.
يـابـنَ الـكـرامِ لـقـدْ عُــددتَ مـطبلاً
فــالـزمْ لِـطـبلِكَ يُـشـترى لَــكَ دُفُّ
.
تـقـفـو مـسـيـراتِ الـنـفاقِ مُـصـفقاً
ولــعــابُ حـلْـقِـكَ بـالـهـتافِ يَــجُـفُّ
.
قـد كنتَ في الماضي العزيزَ بأرضِهِ
زَرعٌ وضَــــرعٌ والـمـعـيـشةُ نُــصْــفُ
.
حــتّـى إذا مـنـحـوكَ حـبْـلاً نـاعـماً
فـــي الـعُـنْـقِ مِـنـكَ مُـدلـيَاً يـلـتَفُّ
.
تـركـوكَ فــي قَـفْـرِ الـوظـيفةِ قـابعاً
لـــم يـبْـقَ حـولـكَ حـافِـرٌ أو ظِـلـفُ
.
أشـبعتَ نـفسكَ مـن حديثِ خرافةٍ
حــتّـى صَـحـوتَ وإذ كـلامـكَ زَيْــفُ
.
فـانظُرْ إلـى الأحـرارِ حـولكَ حطّموا
أصـنـامَ إفــكٍ فــي الـبـلادِ وصَـفّـوُا
.
خَـدمـوا بِـلادهـمُ كـأبـسلِ جـنـدها
هَـتَـفـوا رحــيـلاً بـالـطـغاةِ فَـخَـفّـوا
.
لِـزموا سـبيل السلمِ في حركاتِهمْ
لَــمْ تُـخْـشَ مـنـهم فـتـنةٌ أو عُـنْـفُ
.
ودَعِ الـمـكـارمَ عَـنـكَ والـبَـثْ قـاعداً
واحــفَـظْ لِـقـوتـكَ إذْ طـعـامكَ كَــفُّ
.
والَـــزمْ فــراشَـكَ نـائِـمـاً أو قـائِـمـاً
واجْــمَـعْ ثِـيـابَـكَ فـالـبـيوتٌ تَـشِـفُّ
.
وامـسِكْ لـسانَكَ عـنْ نَشيدِ كَرامةٍ
واغْـضُـضْ لـئَـلا يٌـرْفَـعَنْ لــكَ طَـرْفُ
.
( أُنوه أن اللوحة المرافقة للقصيدة
هي كاريكاتير ( نفاق ) 
للفنان السوري علي فرزات )
.......
أحـــــمــــد قــطــيـــش