وأنتَ هناكْ
بِقلبكَ حاملٌ منفاكْ
تَرى من ركنك المذعورِ
معجزةً تضىءُ الكونَ
كلَّ ظلامِه، إلاكْ
ذكرتُك
كيفَ؟
لا أدرى
وإن الحقَّ أن أنساكْ
عيونُ الشِّعرِ ترمُقنى،
تُعاتبنِى
ويُشقى سمعَهُ معناكْ
ويسألُنى : أتهجوهُ؟
فأُقسمُ : لستُ هجَّاءً
فيهتفُ : ما تُراهُ دهاكْ؟؟
يقولُ: مججتَهُ حياً
وكنتَ تذبُّ طلَّته
عن الإطلالِ وسطَ رُؤاكْ
فكيفَ تُدنسُ الكلماتِ
تُثقلُها بوطأَتِهِ
وكيفَ لمثلِهِ يأتِى إلى دُنياكْ
***
وأنتَ هناكْ
تُراكَ رأيتَ
كيفَ مضيتَ
لم تتركْ بنا أثراً
يُرددُ فى الحياةِ صَداكْ
كأنكَ لم تكن حيَّا
كأنك لم تكن شَيَّا
زَفيراً كُنتَ
نَنفُثُهُ
نُبددُ فى الهواءِ هَواكْ
ونَقْشاً كنتَ فوقَ الماءِ
يُذهبُهُ نسيمُ العصرِ فى وطَنى
فما أَوهاهُ ، ما أوهاكْ
تُراكَ رأيتَ كيفَ مُحيتَ
لمْ تصمدْ لوقفتنَا
وكيفَ سُنونكَ الشوهاءُ
رغمَ القهرِ قد ذابتْ
بشمسٍ أذهبتْ عنَّا
جليدَ دُجاكْ
***
وأنت هناكْ
تُراكَ طَرِفتَ للشهداءِ
إذْ لاحتْ على الشاشاتِ أوجُهُهُمْ
تُذيبُ الصَّخرَ
هلْ طلبتْ دماؤهُمُ
شُهودَ دِماكْ
وهل أصغيتَ للأُمِّ التى هَتفتْ:
فِداءُ خَلاصِنَا ولدِى
إلى الجناتِ أرفعُهُ
لتعلوَ رأسُ أُمتنا
وترحلَ أنتَ عن بلدِى
تُراكَ فهمتَ ... هل أحسستَ
هل أبصرتَ وجهَ اللهِ
فيما أبصرتْ عيناكْ ؟؟؟؟؟
..............
السيد حسن
قصيدة رائعة لشاعر رائع تحفل باللغه الرصينة والبهاء اللفظي وجمال المفردة وروعة التصوير الفني تحياتي للشاعر الكبير استاذ سيد حسن
ردحذف