أذان العصر بيدوِّى
و باقى ساعات
و تنزل ضلمة ع الوادى
على الطرقات
على المينا
و كل الخلق هتروَّح
و ينهار النهار فينا
و قام عمِّى و كان طيب
يصلِّى العصر
و يمشى ناحية الجامع
و فى الشارع
يطل بعينه طلَّة هناك
على شباك
لقاه مقفول
ضحك ضحكة و قال ما خلاص
حبيبتى قلبها صدَّى
و يتعكز بعكازه لحد الباب
و ف الجامع بيتوضَّا
ف صف لوحده بيصلى
و ف الآخرعشان قاعد
إمام العصر بيسلِّم
و يدعى دعوة الميِّت
و بيكبر
و عمى ف دهشة متسمَّر
بيعرف إنها هيَّا
و يمشى الناس
و يقعد وحده ف الجامع
خلاص ماتت
و يتذكر سنين فاتت
و فاكر يوم ما كلمها فى عصرية
فى يومها قال
أنا ما يهمنى عمرك
ولا حتى سمار لونك
ولا خصلة بلون أبيض على شعرك
أنا يشغلنى اشوف الضىِّ ف عيونك
و اعيش فجرك
و يشغلنى أكون جايزة لطول صبرك
و يشغلنى أكون التاج على راسك
و نبراسك
و يشغلنى تنامى الليل على كفى
و ابات أحسب فى أنفاسك
أنا اللى يهمنى إنتى
و إنتى و بس
مادام مافى
أسامى تانية غير إسمى ف كرَّاسك
أوام تضحك و تتنهد
تقول له
يا جميل الخد
يا بسمة و ضحكة بتلالى
يا كل الجَد
يا فاتح لى بيبان قلبى
و مالك رد
أنا عاشقة جمال قلبك
و عاشقة كلمتك فيَّا
و عاشقة الكون عشانك فيه
و أحلى همسة فيه ليَّا
و ما كان لى أكون غير ليك
عشان أحيا فى أجمل روح
عشان ارضيك
ربيع العمر بيعدِّى
و أولادى
بيرمونى فى سجن كبير
و ما بِيَدِّى
كلام الناس
صبح سجَّان
و دافننى ف وسط الأهل
و عادة فينا قاتلانا
بسيف الجهل
سنين عايشة
ما بين أربع حيطان و السقف
سنين عايشة
كبيت الوقف
بكى عمِّى
يقول ملعون أبو عادة
بنفـتلها ... تقيدنا
نخلِّفها و تبقى ستِّنا و سِيدنا
نقدمها على ديننا
و نفديها بروح غيرنا
فبنحرَّم حلال الله
ولا توصل مسامعنا
ولا شكوى ولا أنَّة
ولا صرخة وجع أو آه
و قام عمِّى على العكاز
عشان من وجعته يهرب
لكنه عاد
ساعتها .. أذَّن المغرب
..........
وليد المليجي