قال رسول الله لمعاذ بن جبل في الحديث الطويل الذي رواه
بعدما أخذَ بلسانه صلى الله عليه و سلّم :
( تَكُفُّ عليكَ هذا قلتُ: يا نبيَّ اللَّهِ وإنَّا لَمؤاخذونَ
بما نتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قالَ: ثَكِلتكَ أمُّكَ يا معاذُ وَهَل يُكِبُّ
النَّاسَ على وجوهِهِم في النَّارِ ، إلَّا حصائدُ ألسنتِهِم ).
فقلتُ :
زَيّــــــنْ و زِنْ إنَّ الــرَقــيـبَ يُـــــدَوِّنُ
و غَــداً سَـيُجمَعُ مـا نَـطَقتَ و يُـوزَنُ
................................
و أخٍ تَــعَـجَّـبَ مــــن مَــقــالِ نَـبـيِّـنا
أنّــــا نُـــدانُ بِــمـا جَـنَـتـهُ الألــسُـنُ
...............................
فأُجيبَ هل كَبَّ الخلائقَ في اللَظى 2
الّا حَــصــائِـدُ ألـــسُــنٍ لا تُــضـمَـنُ
....................................
ثَــقّــلْ كــلامَــكَ بــالإفــادَةِ مُــوجِـزاً
هــذا الـبـليغُ مــن الـبـيانِ الأحـسَنُ
....................................
فَـكَـثـيـرُ قــولِــكَ مُــهـلِـكٌ و قَـلـيـلُـهُ
أنـجـى و أتـقـى و الـحَـكيمُ الأثـمَـنُ
..................................
احــذَرْ لِـسانَكَ يَـدفَعِ الـصَمتُ الأذى 3
شَــرُّ الـنَـوازِلِ فــي الـمَقاوِلِ تَـكمُنُ
................................
تضمن : الضمانة الكفالة و هي اشارة
للحديث الشريف ( من يضمن لي ما بين لحييه
وما بين رجليه أضمن له الجنة ) يعني اللسان و الفرج .
3- النوازل : شدائد الدهر .
المقاول : الألسنة .
................
أسامة سليم
من ديواني ( اوّل الغيث ) .