بعَدَ التَحقيقِ و التَدقيقِ في عُمقِ الوَباءِ الفكريِّ الذي أدّى الى
إتلافِ السَوادِ الأعظمِ من عقولِ ألأُمَّة ؛ وَجَدتُ أنَّ رياحَ الحَداثةِ التي
تَهبُّ من الشرقِ الحاقدِ و الغَربِ الفاسدِ هي الجالبُ الأكبرُ لِهذا الـمَوتِ
الحضاريِّ المُتسارعِ الذي صَلَّبَ المَواهبَ العَربيّةَ في جُذوعِ التَخَلُّف .
و العَجَبُ العُجاب ... ما زالَ أعشارُ المُثقفينَ المُستَعربينَ أشباهُ الرجالِ
يُسيطرونَ على إعلامِنا المُراهِقِ و مُعظَمِ المَفاصلِ العلميَّةِ مُعَطِّلينَ للحركةِ
الواعيةِ و النهضةِ الفكريّةِ العربيّة .
يا " أبا الحَداثَة " ...
حُجَّتُكم داحضة .. و هَشيمُ ثَرثَرَةٍ لا تُسمِنُ و لا تُغني من جوع ، و ثَقافتكم
قاحِلةٌ ماحِلة ؛ لو أنَّكم استَمطَرتُم المَكتباتِ طَلَباً للغَيثِ العِلميِّ أو حَفرتُم
في التأمُّلِ باحِثينَ عن عيونِ الفِكر لَتَوَصَّلتم الى الحَقيقةِ التي تَقول :
( ما انتم إلّا غُبارٌ غَثٌّ رَثٌّ سَتَذروهُ أقلامُنا الأصيلَةُ النَبيلَةُ ان شاء الله و تلقيهِ
في مَقبَرَةِ الخِيانةِ كما فَعلت بأسيادِكم الشعوبيينَ و المُستَشرقينَ من قبلكم ) ،
لكنَّكم تَهرفُونَ بِما لا تَعرِفونَ و تَنعِقونَ بِما لا تَعلَمون ....
و الخَبر ما تُبصِرونَ لا ما تَسمَعونَ يا أذنابَ الفُرسِ و الروم .
و أقول :
لــلـغَـدرِ وَقــــعٌ لا مَــحـالَـةَ مُــوجِــعٌ
و الـغَـدرُ مـن طَـرَفِ الأصـاحِبِ أوجَـعُ
....................................
و عَـــداوَةُ الأغـــرابِ نـصـفُ مُـصـيبَةٍ
و خـيـانَـةُ الـقُـربـى أشَـــدُّ و أفــظَـعُ
.....................................
و أقـــولُ يـــا جـــارَ الـلِـئـامِ صَـراحَـةً
هَــجـرُ الـلِـئـامِ هـــو الــدَواءُ الأنـجَـعُ
..................................
فـجَـليسُهم يَـشـقى و ذَلَّ حَـليفُهم
و رَفـيـقُـهم بـالـخُـسرِ حَـتـمـاً يَـرجِـعُ
...................................
و مـــن الـصَـداقَةِ مــا تَـعـاظَمَ ضُــرُّهُ
و مِـــنَ الــعَـداوَةِ مــا يَـسُـرُّ و يَـنـفَعُ
.................................
أ ظَـنَـنتَ أنّــي -و الـظـنونُ غَــرورَةٌ -
عــنـدَ الـشَـدائـدِ جــازعـاً أتَـضَـعـضَعُ
.................................
إن رُمــتَ نَـسـفي فـالـنُجومُ قَـصـيَّةٌ
صَـعـبُ الـمَـنالِ شَـجـاعَتي لا تَـفـزَعُ
...................................
و سَـلِ السنونَ و هُنَّ أصدَقُ شاهِدٍ
هــل تَـستَوي أُسـدُ الـعُلا و الأَضـبُعُ
.................................
آبـــاؤنــا وَلَـــــدوا الـــرجــالَ أَعِـــــزَّةً
شُـرَفـاءَ مــن صَــدرِ الـبُـطولَةِ نَـرضَعُ
..................................
نـغـشـى الـمَـنـيَّةَ نُــزهَـةً بـسَـكينَةٍ
مُـتَـبَـسّـمينِ َ و مـــا كَـسَـتـنا الأدرُعُ
..................................
نــحــنُ الأكــابــرُ و الـعَـمـيدُ مـحـمَّـدٌ
نِـعـمَ الإمــامُ الـمُـصطفى و الـمَرجِعُ
.....................................
مـنّـا الـصَـلاةُ عـلـى الـحَبيبِ و آلِـهِ ِ
و صِـحـابِـهِ مَـــع كـــلِّ فَــجـرٍ يَـطـلُعُ
...................................
مَـرصـوصَـةُ الـبُـنيانِ مُـوثَـقَةُ الـعُـرى
فــيـنـا الـعَـقـيدةُ و الـيَـقـينُ الأمــنَـعُ
.......................................
نــحــنُ الأفــاضــلُ نـسـبَـةً و مــآثِـراً
الـمُـحـسِـنـونَ الــصـادِقـونَ الــرُكَّــعُ
.................................
نــحـنُ الـتُـقـاةُ الـغُـرُّ أجـنـادُ الـهُـدى
كـالشَمسِ فـي كَبدِ الحَقائقِ نَسطَعُ
...................................
الأكـرمـونَ الأشـرفـونَ أولــو الـنُـهى
نُـجُـمـاً عـلـى هــامِ الـمَـفاخرِ نَـلـمَعُ
...................................
لــلــهِ أخـلَـصـنـا الـنـوايـا و الـخُـطـى
لا نُـــزدَرى فـــي الـعـالمينَ و نُـقـذَعُ
......................................
نــحــنُ الــلـواءُ بــنـا الــعَـلاءُ مُـعَـلَّـمٌ
نـسـمـو الأوائـــلَ و الأمــاجـدُ تَـتـبَـعُ
...............................
نـحـنُ الــرَدى الآتــي بـأشـنَعِ صـورَةٍ
فَــرَقَـاً تُــشَـلُّ بــهِ الـعِـدى و تَـصَـدَّعُ
....................................
الــكَــرُّ مــنّــا والــفـرارُ لــمَـن بَــغـى
مـــنّــا الــثَـبـاتُ و غَــيـرُنـا يَــتَـزَعـزَعُ
...................................
نــحــنُ الــحِــدادُ مَــقــاوِلاً و فَـعـائـلاً
نـأتـي عـلـى رأسِ الـضـلالِ فـنقطَعُ
....................................
نـحـنُ الأُبـاةُ الـشُمُّ حُـرّاس ُ الـحِمى
نـأتـي عـلى أُسُـسِ الـفسادِ فـنَقلَعُ
.................................
لـلـخَـصـمِ مــنّــا مــــا تـخَـيَّـرَ وافِـــراً
مــنّــا الــمَـدائـحُ و الـهِـجـاءُ الألـــذَعُ
.....................................
مـنّـا الـسـلامُ لـمَـن يُـسـالمُ واجـبٌ
و الـحَـزمُ حَــظُّ الـمُـعتَدي و الـمَصرَعُ
.................................
نــحـنُ الأيـــادي الـمُـرسلاتُ بـغَـيثِهِ
فَــبـنـا الــعِـبـادُ خَـصـيـبـةٌ و الأربُــــعُ
..................................
مُـتَـواضِـعونَ عــلـى غَـــزارَةِ خَـيـرِنـا
و الـنـاسُ مــن كَـفِّ الـسَخاوَةِ تَـكرَعُ
....................................
وَرَدوا الــهَـنـاءَةَ و الــحَـفـاوَةَ مَـرحَـبـاً
اخـــــوانَ عِـــــزٍّ لا تُـــــذَلُّ و تُــمـنـعُ
....................................
فـبـرَحـمَـةِ اللهِ الـعَـظـيـمِ و فَــضـلِـهِ
مــا شـانَـنا الـشُـحُّ الـعُضالُ الـمُدقِعُ
..................................
حَــــقٌّ لــنــا الــفَـخـرُ الـكـثـيرُ فـإنَّـنـا
لَـنَـديـنُ بـالـحَـقِّ الـمُـبـينِ و نَــصـدَعُ
.................................
و الأصــمـعـانِ كِــلاهُـمـا تــــاجٌ لــنـا
و الــتــاجُ بـالـعِـلمِ الـحـكـيمِ مُــرَصَّـعُ
.................................
و عِــبــادَةُ الــرحـمـنِ جـــلَّ جَــلالُـهُ
شَـــرَفٌ تَـقـومُ لــهُ الـجِـهاتُ الأربَــعُ
.................................
يـــا لائِـمـي خَــلِّ الــمَــلامَ لأهـلِـه ِ
فــمَــرارُ ظــلـمِـكَ لا يُــطـاقُ فَـيُـبـلَعُ
................................
للشاعر اسامة سليم