ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتظار
شهريار الرحيم؛ وزع كؤوس الخمرة على الصبايا الوالهات وقضى لياليه سعيداً...عيناه تبحث عن شهرزاد. لم يلمحها في الزاوية مبرقعة تحمل كأس ابتهاله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يبدأ النص بعنوان ( انتظار) وفيه يُطرح التساؤل ما نوع هذا الانتظار؟؛
أ هو الانتظار المحمود، المفضي إلى تأمل وصبر و تفكير في الأحداث القادمة
وترقبها بحكمة وتروي أم هو نوع مِن الملل المبطن؟. مع محاولة لتغيير ما
تعوّدَ عليه بطل النص شهريار، أو حتى إيقافه أو البتّ في نهج يتبعه.
ثم بدأت الكاتبة بإسباغ الرحمة على شخص شهريار المعروف بقسوته
وظلمه كي تجعلنا ندخل معها لنسبر غور هذا النقيض الجديد لصفات
شهريار... وجدناه يوزع كؤوس الخمرة على الصبايا، كما نلاحظ أن الكاتبة
وباختيار موظف للكلمات قابلت بين قولها:"الخمرة والصبايا اللاهيات"...
فلم تقل كؤوس الخمر)... ثم حصرت مدار توزيع الكؤوس والرحمة
المتوخاة من ذلك في الليل دون باقي اليوم... بعدها نقلت الكاتبة و
بمفارقة ممتعة مدروسة الحدث إلى عيني شهريار الباحثتين عـــــما
يفسر العنوان ويكمله، فهو في حالة سكره ولهوه يبحث عن شهرزاد
التي قد يتصورها بين صباياه اللاهيات أو يريدها أن تغير شيء ما مجهول
لديه ينتظر أن يغُير... لكنه في انتظاره وبحثه عنها لم تكن فكرته في
ذلك تقود إلى سمو و قدسية و اتزان، نجحت الكاتبة في نقلها بجمالية
عالية، خلقت مفارقة مؤثرة بإيحاء مكثف وبسيط سهل ممتنع في عبارة
: ( لم يلمحها في الزاوية مبرقعة تحمل كأس ابتهاله) وهي غاية في
الروعة والإدهاش، وفيها حطّمت الكاتبة الرحمة عند شهريار بل حصرتها
في زاوية معينة دون بقية الزوايا، والتي سبق و قصتها لنا خلال سردها
لسكره ولهوه مع الصبايا... وفيها أعادت الكاتبة المعادل الموضوعي الذي
فسّر لنا تلك الرحمة... وعرّفنا بخفايا ذلك الانتظار.
..............
أبو نور الخفاجي