إذَا جاكَ بالخلواتِ همٌ وكربةٌ
وخانكَ ملَّاقٌ ودانكَ مذنبُ
وجاراهُ من تهوى وعاداكَ بالخفا
زنيمٌ وفتَّانٌ وجارٌ فأطنبوا
ودارتْ فما حارَتْ خطوبٌ كأنها
من اللؤمِ ثعبانٌ وضبعٌ وعقربُ
وزارتْ حشَاشَ الصدرِ أنفاسُ عاصفٍ
وخارتْ قوى الأضلاعِ وانشقَّ أصلبُ
فقلْ لي أمَا تهوى من الماﺀِ صافيًا
فإنْ زادَ تعكيرًا فقدْ خابَ مشربُ
فنمْ إنما صحبٌ من الدجلِ والخنا
إذا بينوا فاشكرْ فقد جاكَ أطيبُ
وفارقْ ولا تأسَ لمن كانَ خائنًا
فما الداﺀُ مصحوبٌ وعدواهُ أجربُ
وداوِ الورى حُبًّا وللبأسِ موعدٌ
وجار الإخا نصحًا وماالنصحُ مقلبُ
فرفرفْ إذا الخفاقُ بالصلحِ مقصدٌ
وأحجمْ عن التأزيمِ إنْ جاكَ ثعلبُ
ستبدي لك الأيامُ سُمًَّا وعلقمًا
وتُبنى من الدنيا حروفٌ وتُعربُ
وتعلوا بذي شأنٍ وتدنوا بآخرٍ
وتقسوا على خلٍ فيمضي ويخربُ
فلا تضعفوا وادعوا فذو الحكمِ قادرٌ
وقولوا لهُ رحماكَ وادنوا لترغبوا
إذا غيَّمتْ عيني تقاطرتُ دعوةً
وبللتُ قمصاني وما الدمعُ مهربُ
إذا حانت لهُ النجوى تبعثرتُ ساجدًا
وسلمتُ محبوبي ليزدادَ مكسبُ
فلن تشرئبَ الروحُ إنْ قيلَ غيرهُ
ولن يستتبَّ الحالُ إنْ عنهُ يذهبوا
جمال علي حزام الذيباني