أشعر بالسعادة كلما شاهدت المسحراتى وهو يـمر من شارعـنا
ويذكر أسماء من يقطنون فيه ، وكان ابنى "عبد الله " يقـفــز مسرعـا عــلى كرسي " الأنتريه " ليرى المسحراتى من النافذة المطلة على
الشارع ويشير لى " عبد الرحمن "
طـالبا منى أن أحمله فــوق كتفى ليشاهد
ويسمع المسحراتى مثل أخيــه وتقف مــن خلفنا زوجتى وتضع يدهـا الحانية على
كتفى في حب وحنان وهـى سعــيـدة كــأنها
طفلي الثالث الصغير لنستمتع معا بهـذا المنظر البديع " يا عبد الله ... وحــد الله " " يـا عـبد الــرحمن ... اتـق الله "
، " السحور يا مؤمنين "
... ونضحك معًا ونـشعــر بفــرحة غــامرة ونحن نسـتعــد لــتناول السحور . منذ ثلاثة أيام حدثت مشاجرة بينى وبين زوجتى
تركت على أثرها البيت وذهبت إلى بيت والدها وأخذت ولدى معها وكانت المشكلة بسبب
ملابس العيد ، فهى لا تقدر الظروف وأنا لا أعرف كيف لموظف بسيط
مثـلى أن يتحمل أعــباء ومصاريف شهر رمضان بالإضافة إلى الكعك والبسكويت ؟ !!
ثم بعد ذلك يستطيع شراء ملابس العيد والتى يجب أن تكون
أغلى وأحلى من ملابس أولاد أخيها وأختها !! لكنها دائما تصرخ فى وجهى ماليش دعوة ..اتصرف .. استلف ، والأسوأ من ذلك أنها لم تسألنى إذا كنت أخرجت
زكاة الفطر أم لا ؟
اليوم حضر المسحراتى وأخذ ينـادى بصوتـه العــذب الجميل " ياعبد الله " " يا عـبـد الرحمن " كعادته وهــو ينظــر إلى نافــذة شرفتى ينتظر أن
يرانا نظرت له مـن خلف ستائرى الحزينة وودت لو أخبرته بما حدث وتمنيت
أن يقول " يا أم عـبدالله ...وحـدى الله
" " يا أم عبـدالرحمن ... اتــقِ
الله " وذهبت للنوم دون أن أتناول
سحورى ...!!!
........................
قصة قصيرة . أحمد حسن عمر