في زاويةِ الزَّمنِ / الحانةْ
ما انْفكَّتْ " مُرْجانةْ " ..
سيِّدةُ الرَّقْصِ الهمجيِّ
تراوحُ في ذاكرتي
تفْرُشُ عُرْيَها للسَّماءْ
تخْمُشُ وَجْهَ الليلِ
و تملأُ حِجْرَ الصُّبْحِ بِغاءْ
تنقشُ خارطةَ المَجْدِ / الأقْزامْ
تتوسَّدُ خاصرتي و تنامْ
يرْتَجُّ سياجي
أمْتَدُّ ..
ترتدُّ فلولُ الأقْدامْ
تشتدُّ طبولُ الزَّيْفِ
يحتدُّ الوَقْعُ
ينْبُشُ ضَعْفي
ينهشُ دائرتي
يفْصِدُ جُمْجُمَتي
يَخْرُجُ طَيْرًا من حَنْجَرَتي
تتخطَّفُني و تباعِدُ ما بينَ مسامِ الرُّوحِ
و تهْذي :
النَّارُ رِياءْ
الرِّيحُ عُواءْ
لا تجْرَحْ ليلَ الرُّهْبانْ
لا تبرحْ إقنيمَ الخوفِ
النُّورُ فناءْ
الصَّمتُ وِجاءْ
اكْبَحْ يا وجْهَ الشَّرِّ جماحَ الإفصاحِ
آخِ بينَ صدودِ الغِمْدِ و حَدِّ السَّيفِ
اصْلِبْ مِشْكاةَ قصيدِ الشَّمسِ
أوْغِلْ في سِحْرِ الأسْفارِ
تزمَّلْ برذاذِ الأصْحاحِ الغِرِّ و لا تأْسَ
ارتعدتْ أجنادُ الجَوْفِ
حمْلَقْتُ
غلَّقْتُ رِتاجي
أسْرَجْتُ صليلَ السَّقْفِ
حلََّقْتُ
غافلتُ نواميسَ التأْريخِ / الأقْداحِ
تباريحَ الأرْواحِ / الألْواحِ
خالفْتُ تقاويمَ الطَّقْسِ
و أسرَّيْتُ و نفسي :
الواقفُ تحتَ الخَلْفِ
كالجالسِ فوقَ القُّدَّامْ
ما شأْنُكِ و الكرسيْ ؟!
صاحَ النَّادِلُ :
ويْحَكَ يا صاحِ
مالكَ و ال ... ؟!
آتيكَ بُعَيْدُ بكأسِ ؟
أوْمأتُ بحِسِّي
انتعلتْ قدمي هامَةَ نفسي
و انتكسَ الأفقُ برُمَّتِهِ
و طفِقْتُ أهيمُ على رأسي
و يمورُ الحابلُ في النَّابلْ
و رؤوسٌ ترْفُلُ في الطَّالِعْ
و رؤوسٌ توْغِلُ في النَّازِلْ
و الْتَفَّتْ سوقٌ بالسُّوقْ
و انتفختْ أوْداجٌ و عِروقْ
و تسامتُ فوقَ دُنا الأغْنامْ
و تساوتْ كلُّ الأقْدامْ
...........
محمد عباس محفوظ