دعني أفكرُ كيفَ أربطُ عقدةً و أحلُّ أخرى
كيف أنزعُ نجمةً و أضيءُ نجماتٍ
و أنصبُ خيمةً و أذيبُ هذا الملحَ
في الماءِ النقيِّ
و كيفَ أنسى كلَّ هذا
ثم أحفظُ كيفَ صرتُ أحبُّها
و يسيلُ عن جُمَّيْزَةِ الحيِّ الندى لسماعِ همستِها
و أشعر أنني في عالمٍ لم يختلطْ بذنوبِنا
و له مداخلُهُ الفسيحةُ
لا أفضلُ أنْ أغادرهُ
لأرجعَ بائساً لشوارعٍ
قد أنهكَتْها التضحياتُ بنا
و أنسى كلما فكرتُ فيكِ
مرارةَ السفرِ المُعَطَّلِ
في المعابرِ و الحدودِ
و في جوازي كلُّ أختامِ الحكوماتِ القديمةِ
و التي انقلبتْ على مستعمريها
و التي ستعدُّ عدتَها لتسقطَ حكمَ مَنْ يأتي
و أبقى عالقاً عند الحدودِ
كأي سلكٍ شائكٍ و ذخيرةٍ جنبَ
الجنودِ النافقينَ على رمالٍ أنكرتْ فيهم ملامحَهم
و أبقى عالقاً بينَ الهواءِ و صوتِ حافلةٍ تسيرُ
و أقفلَتْ أبوابَها دوني
و أبقى عالقا بينَ
اختيارِي
أنْ أكونَ كما أشاءُ و بين أن أمضي
إلى ثلاجةِ الموتى
على مرأى منَ المُدنِ
التي كم أرهَبَتْنا بالحدودِ
و قطعِ أموالِ الإعانةِ و الزكاةْ
..................
علاء الغول