منَ البارودِ
من حرِّ القلوبِ
و صافراتِ الحربِ
من هذا المكانِ المنتمي
لبدايةِ النارِ البغيضةِ ...
و الهلاكِ على حدودٍ لا تُحيطُ بأهلِها
من زهرةٍ سقطتْ
على جرحِ الجنودِ الغارقينَ بملحِهِم
من طيبينَ....
يُهَجَّرونَ إلى العراءِ
و خيمتينِ على الطريقِ
مِنَ الذي يشتاقُ
فيَّ إليكِ
أكتبُ كيفَ يُقلقُني النهارُ
و أنتِ غائبةٌ
و يأسرُني المساءُ
و أنتِ نائمةٌ
و أبقى هكذا
متنقلاً بينَ السريرِ
و بابِ غرفتيَ
المطلِّ على اتساعٍ
لا يعوِّضُ فيَّ شيئاً
ثمَّ أرجعُ ممسكاً بيدي "الجريمةُ و العقابُ"
لعلها تمتصُّ أوجاعَ الفراغِ
و بعد لحظاتٍ
يفيضُ بيَ الترقبُ و التشردُ
في فضاءِ الغرفةِ المدفونِ
في ضوءٍ تسربَ من مكانٍ ما
و صورتُكِ المريحةُ
تجعلُ الدنيا أمامي معبراً
يفضي لبيتٍ أنتِ فيهِ
و وحدَنا نمتدُّ
فيهِ
كما السماءِ
و وحدنا نعطيهِ...
من دفءِ العناقِ
الصمتَ
و الغزلَ الصُّراحَ
و رغبةً أخرى و أخرى
أيها البارودُ
دعنا
ننقذُ الأوقاتِ من ترفِ الرتابةِ
و التلاشي في انتظارٍ
لا يقينا الخوفَ مما قد يجيءُ من الحدودِ
و مِنْ قراصنةِ المدينةِ
حين يحتكرونَ هذا الشارعَ الممتدَّ
حتى البحرِ و المرفأْ.
...............
علاء الغول