جلس نبيه علي كرسيه الهزاز في بلكونة منزله وهو ينظر إلي ببغاءه المتكلم في قفصه الذهبي الذي أهداه له صديقه العربي وكان يفكر تُري هل هذا الببغاء سعيد في هذا القفص هل يعرف قيمته ؟
وقطع عليه التفكير صوت جرس الهاتف ؛ قام ليرد ويبدو أن المكالمة كانت مبشرة فقد انفرجت أسارير نبيه وعلت الإبتسامة علي وجهه ؛ثم مالبث أن أنهي المكالمة وصاح علي زوجته وأولاده ونبأهم بسفره غدا ؛ أعدت له زوجته حاجاته وثيابه وجلس يتسامر مع زوجته وأولاده وأوصوه بالهدايا من ذلك البلد الذي سيسافر إليه
أعد نبيه عدته ثم تذكر الببغاء الفصيح فعاد إليه وسأله ماذا تريد أنت أيضا ؟
قال الببغاء في فصاحة :أين ستسافر
رد نبيه : إلي بلد كذا
قال الببغاء : أعرفها ،ثم استدرك قائلا
إذهب إلي آخر البلدة ستجد هناك شجرة كبيرة نادي علي إخوتي الببغاوات وقل لهم إن أخاكم محبوس عندي في قفص من ذهب
تعجب نبيه من هذا الطلب ، ولكن لم يعقب علي شئ
سافر نبيه إلي تلك البلد وقضي مأموريته التي استغرقت أياما ثم راح يتجول ويتنزه ويشتري لكل من طلب حاجته ثم بعد أن انتهي تذكر الببغاء ؛ سأل علي الشجرة الكبيرة فدلوه عليها ؛ فذهب إلي هناك ووقف تحت الشجرة ؛ نادي بصوت عال علي الببغاوات فخرجوا كلهم إليه ونظروا في تعجب وقالوا في صوت واحد : ماذا تريد ؟
قال نبيه :
أخوكم الببغاء محبوس عندي في قفص من ذهب وطلب مني أن أبلغكم بهذا الأمر
نظر الببغاوات بعضهم إلي بعض ثم شهقوا شهقة كبيرة وسقطوا علي الأرض جميعهم
ذُهل نبيه وتقدم إلي أحدهم ؛ فتفقده فوجده بلا حراك فلم ينبث ببنت شفة وعاد أدراجه إلي مكان إقامته وظل ذلك المشهد يسيطر علي تفكيره ويشغل باله حتي عاد إلي بيته
استقبلته زوجته واولاده بالترحاب ومضي يعطي كل واحد ماطلبه منه . ثم تذكر الببغاء فذهب إليه متلهفا ؛ نادي عليه ؛ انتبه الببغاء وهو ينظر إليه
قال نبيه بصوت فيه الشغف والفضول :
ذهبت الي إخوتك وأبلغتهم رسالتك ثم سكت نبيه
قال الببغاء : ماذا قالوا لك
قال نبيه :
حدث شئ عجيب .
قال الببغاء في لهفة :ماذا حدث ؟
قال نبيه :
شهقوا كلهم ثم سقطوا ميتين
نظر الببغاء إلي نبيه ثم شهق شهقة كبيرة ثم وقع في أرض القفص
جن جنون نبيه ؛ ماذا يحدث ؛ أريد تفسيرا فتح القفص ثم أمسك بالببغاء ووضعه علي كفه فإذا بالببغاء يطير ويقف علي حافة النافذة
لم يتمالك نبيه نفسه وصاح بجنون مشوب بالغضب : قل لي ماذا يحدث ؟
ضحك الببغاء بصوت عالي ثم قال :
أرسلتك برسالة الي اخوتي الببغاوات أني محبوس فانصحوني ماذا افعل ؟ فكان الرد :
استميت حتي تنال حريتك
..............
عصام قابيل