فِيْ كُلِّ صَبَاحٍ
أَتَلَصَّصُ بَيْنَ حَوَارِيٌّ الْبُنِّ
كَيْ أَلْمَحُ شَفَتَيكِ
حِيْنَ تُعَانَقَ حَبَّاتِ الْقَهْوَةِ
وَتُدَاعِبُ أَطْرَافَ الْفُنْجَانَ
أَتَلَصَّصُ وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ
لِلَّبَنِ عُيُوْنٌ تَفْضَحْنِيِ
تَرْسُمُنِي فَوْقَ الْجُدْرَانِ
فَأَختَرّقَ حُدُوْدَ الْبُنِّ
وَأَتْسَلُّلِ
أَتَلَمَّسُ أَرْوِقَةَ الْفُنْجَانَ
أُعَبِّرُ شَفَتَيْكِ بِتَأَنِّيٍّ
أَتَحَسَّسُ كُلَّ الْأَرْكَانِ
أَتَعَجَّبُ!
هَلْ يُعْقَلُ أَنْ الْقَهْوَةَ حِيْنَ تُعَانَقُ شَفَتَيْكِ
لَا تَمْتَصَّ رَحِيْقَ الشَّفَتَينَ؟!
أَمْ أَنَّ الُرْوَجَ الْخَمْرِيِّ
يَتَهَادَىْ
وَيُلَوّنُ أَطْرَافَ شَفَتَايّ
فَوْقَ الْفُنْجَانَ؟!
سَيِّدَتِيْ
لِلَّبَنِ مَدِيْنَةٌ وَحُصُونٌ
وَخُيُولٌ تَحْتَ الْفُرْسَانِ
شَفَتَاكِ مَنْ تَأَمَّرُ فِيْهَا
عَنْيَّاكَ تُصَدِّرُ فَرَمَانِ
تَقْتُلُ مَنْ تَقْتَلُ بِرَمَوْشِ
كَسَيْفِ مَاضِ الْحَدَّانِ
تُوْهَبُ مَنْ تَوَهَّبُ نَظَرَاتِ
تَفْرَحْ أَوْ تَحْزَنْ وَلْهَانْ
حِيْنَ تَمُرّ فِيْ شَوَارِعِهَا
تَحْرُسُهَا جُنُوْدُ الْرَّيْحَانِ
وَأَنَا وَالْقَهْوَةُ وَشَفْتَاكَ
كُلُّ الْسُّكَّانِ
كُلُّ الْسُّكَّانِ
سَيِّدَةُ الْقَهْوَةِ
وَالَياسَمِينْ
وَعَرْشُ الْرَّيْحَانِ
أَنَا مِنَ يَعْشَقُ شَفَتَيْكِ
لَمْ أَجِدْ لِنَفْسِيْ يَا سَيِّدَتِيْ
غَيْرُكَ عُنْوَانُ
................
جابر المصري