مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

( الأصدقاء بينَ الإنتصاف و العَفو ) قالوا فقلت ... للشاعر / اسامة سليم

 

" الجزء الثاني - العَفو - "

قالَ اللهُ عَزَّ و جَلَّ : * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَٰئِكَ مَا

عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ

وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ *

وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ *

فَسَّرها السَعدي بِقوله : (41 ) و لَمَن انتصرَ ِممَّن ظَلَمَه من بعدِ ظُلمِهِ لهُ


فأولئكَ ما عليهم من مؤاخذة ، ( 42 ) إنما المؤاخذة على الذين يتعدَّون

على الناس ظلمًا وعدوانًا، ويتجاوزون الحدَّ الذي أباحه لهم ربهم إلى ما لم

يأذن لهم فيه ، فيفسدون في الأرض بغير الحق، أولئك لهم يوم القيامة

عذاب مؤلم موجع. ( 43 ) ولمن صبر على الأذى، وقابل الإساءة بالعفو

والصفح والسَّتر، إن ذلك من عزائم الأمور المشكورة والأفعال الحميدة التي

أمر الله بها، ورتَّب لها ثوابًا جريلا وثناءً حميدًا.

وقالَ المُقَنَّع الكندي :

وَإِن الَّـــذي بَـيـنـي وَبَـيـن بَـنـي أَبــي

وَبَــيـنَ بَــنـي عَــمّـي لَـمُـختَلِفُ جِــدّا

أَراهُـــم إِلــى نَـصـري بِـطـاءً وَإِن هُــم

دَعَــونـي إِلـــى نَــصـرٍ أَتـيـتُـهُم شَــدّا

فَــإِن يَـأكُـلوا لَـحـمي وَفَـرتُ لـحومَهُم

وَإِن يَـهدِموا مَـجدي بَـنَيتُ لَهُم مَجدا

وَإِن ضَـيَّـعوا غَـيـبي حَـفظتُ غـيوبَهُم

وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا

وَلَـيسوا إِلـى نَـصري سِـراعاً وَإِن هُمُ

دَعــونـي إِلـــى نَـصـيـرٍ أَتَـيـتُهُم شَــدّا

وَإِن زَجَـــروا طَـيـراً بِـنَـحسٍ تَـمـرُّ بــي

زَجَــرتُ لَـهُـم طَـيـراً تَـمُـرُّ بِـهِم سَـعدا

وَإِن هَــبـطـوا غــــوراً لِأَمـــرٍ يَـسـؤنـي

طَــلَـعـتُ لَــهُـم مـــا يَـسُـرُّهُـمُ نَــجـدا

فَــإِن قَـدَحـوا لــي نــارَ زنـدٍ يَـشينُني

قَـدَحـتُ لَـهُـم فــي نــار مـكـرُمةٍ زَنـدا

وَإِن بــادَهـونـي بِـالـعَـداوَةِ لَـــم أَكُـــن

أَبـــادُهُــم إِلّا بِــمــا يَــنـعَـت الــرُشــدا

وَإِن قَــطَـعـوا مِــنّــي الأَواصِــــرَ ضَــلَّـةً

وَصَــلـتُ لَـهُـم مُـنّـي الـمَـحَبَّةِ وَالــوُدّا

وَلا أَحــمِـلُ الـحِـقـدَ الـقَـديـمَ عَـلَـيهِم

وَلَـيسَ كَريمُ القَومِ مَن يَحمِلُ الحِقدا

و قالَ الإمامُ الشافعي رَحمه الله :

إذا رُمـتَ أن تَـحيا سَـليماً من الأذى

وديـــنُــكَ مَــوفــورٌ وعِــرضُــكَ صَــيِّــنُ

فــلا يَـنـطِقَن مـنـكَ الـلسانُ بِـسَوأةٍ

فــكـلُّـكَ سَـــوءاتٌ ولـلـنـاسِ ألــسُـنُ

وعــيـنـاكَ إن أبــــدَت إلــيــكَ مَـعـائـباً

فَـدَعـها وقُــلْ يـا عَـينُ لـلناسِ أعـيُنُ

وعاشِرْ بِمَعروفٍ وسامِحِ مَن اعتَدى

ودافِــعْ ولـكـن بـالّـتي هِــيَ أحـسَنُ

و قال أبو زبيد الطائي :

و كـنتُ إذا الصَديقُ أرادَ غَيظي

و أشـرَقَني عـلى حَـنَقٍ بِريقي

غَـفَـرتُ ذُنـوبَـهُ و صَـفَحتُ عـنهُ

مَـخـافَةَ أن أعـيـشَ بـلا صَـديقِ

فــقــلــت :

و هــل تَـحلو الـحَياةُ بـلا صَـديقِ

كَـريمِ الـكَفِّ فـي سَعَةٍ و ضيقِ

نَــقـيٍّ صــادِقٍ حَـسَـنِ الـنَـوايا

صَــفـوحٍ لَــيّـنٍ سَــمـحٍ رَفــيـقِ

و إن زَلَّ الــوَفـيُّ فــكـلُّ حَـــيٍّ

بـــلا رَيـــبٍ لَــذو خَـطَـأٍ لَـصـيقِ

و مَــن رامَ الـرعايَةَ مـن خَـؤونٍ

فَقَد طَلَبَ السَلامَةَ في الحَريقِ

فَـــدَعْ ودَّ الكَذوبِ فَـقـد تَــرَدّى

أخــو الـغَـدّار ِ فــي وادٍ سَـحيقِ

.............
 اسامة سليم

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016