بأمّ وعيي رأيتُ الحلـــمَ مُنتَحِــرا
والآهَ تُفـــرَغُ حتى من مَـعـانيهــا
والصّمتَ يجزَعُ من صمتي ويترُكُني
لا الرّوح روحي ولا طُهري يُدانيها
بي رغبة لا تَـشي إلا بِمُعـضِلَتي
فالخَلــطُ يسـكُنُ أفكاري ويُرديها
اللّـــونُ يحكُمُ آمالي يُشــتِّـتُـهـا
ينأى الجُمـودُ بهـا عـنّي ويُنـئـيـها
راوَدتُ نفسي كثيرًا كي أساكِنَها
وهمُ الكمالِ بها يَشـقى فَيُشقيها
الحبُّ أصلُ الرّؤى إنسانُ مَرحَمَتي
لوحدَةِ الكونِ إحساسـًا يُجَلّيــها
للّيــلِ تســكُنُ آلامي وتَترُكُني
أحتاجُ أمنيـتي... شــوقا أعانيــها
فالليـلُ مُنعَــطَـفُ الآلامِ يحضِنُـها
ويـدفـعُ الرّوحَ للأشــواقِ تكويـها
فجري يُغَرِّبُني عن هَجعَتي لأرى
إنسانَ شَوقي ذَوى هل كانَني فيها؟
معاذَ صوتِ النّهى أن يَستَقيهِ غَدي
مادامَ صوتي صدى روحٍ أعاديها
والنّفسُ تعشَقُ دنياها، وما وهِمَت
من حُسنِها فـِتنةً قد خابَ باغيها
والرّوحُ ما أنكرت في الأرضِ غُربَتَها
يَـتيـمــةً قد غَـدَت تَحيـا تَدَنّيــها
معـــراجُـهـا رَغِبَـت ألا يُـفارِقَــها
لكنّ ليـــلَ الهـوى أغرى سَـواقيها
هامَت فهانَت وما تدري لِشِقوَتِها
أنّ الهُـيـامَ ثيـابُ الـرّزءِ كاسـيـها
تّرومُ مُؤتَلَقَ الأحلامِ عاشِقَـةً
والعشقُ يُشقي النُّهى يُلغي مَراقيها
في مسرَحِ الحُلمِ في دُنيا تَصارُعِنا
تَشقى القلوبُ وتهوي عَن مَعاليها
لا يَمنَحُ الفَجرُ فيها مِن مَلامِحِهِ
إلا نُــفوسـًا تَسامَت في مَـرامـيـها
لا تعشَقُ الرّيحُ فيها مَن يَلينُ لها
بل قَـد تُـواتي جُـنونًا مَن يُـجافيها
يا سائلي عن غَدي هل كُنتُ بالِغَهُ؟
فَلتَسعَ إنّ الدّنى دانت لِراعيها
.............................
صالح أحمد (كناعنه)