أيتها السّالكة معي دروب الارتحال إلى أملي...
مدي إليّ يدًا لنُسنِدَ خاصرة الزّمن المتلوي حول أوجاعي...
آه من لحظة انتظار تمتد كأنّها العمر...
تَجتَرُّني شِعابُ الصّحراء المُتشعّبةُ في مساحات ظنّي ...
تبعثِرُني إلى جهات الانتظار صدى سرابٍ يربِض فوق قارعة اصطباري...
مدي يدًا يا حبيبةُ...
جرديني من بقايا لوعتي السّاكنة في أعماق روحي شفقا وضبابا..
آه كم حاولت أن أرسم ذاتي فوق غيمة
لأحلم أنّني أقدر أن أصير ظلا للحياة المتراخية...
كل ما حولي يحتويني... سوى حلمي الأرعن الذي ضاق بي...
رمل كل ما حولي، وأغنية الرّياح العابسة تصدع روحي.
ألوذ مستنجدا بصدى أمنية ..
كنت قد فارقتها على حافة لحظة كم انتظرتها لتكون عمري!
لا شيء سوى وهج التياعي، والغروب!
آه كم حّمَّلت للرّيح العابرة صدى وجعي..
لينساني هناك على أستار خيمة!
ليكون لي ظلٌّ ... وأحلم...
وتكونين لي في الحلم سوسنة تنبت في جرحي،..
تقتات وجعي، تُطهِّرني من خطيئة الأمنية .
عودي لي يا حبيبةُ غيمةً تسقي ظمأ أحلامي... عودي
ظلا وسوسنةً في الرّوح... عودي
نسمةً تنصُبُ أوجاعي خيمةً لغربة الصّحراء... عودي
زمنًا يمتَصُّ كل الجهات والأسفار.. ليسكنني وحيدا... عودي
حلمًا يَعيشُني... يكتبني غيمة.. والأنا الأمطار... عودي..
عودي واحضني ربيع انتظاري الذي تجسد فيك حلما وسوسنة وشفقا...
عودي لنسرق معا زمنًا لنا يحضُنُنا بعيدًا عن مواسم الانتظار ...
عودي ميلادًا يسكن قلبي... يقتات من عمري ليكبر فيك فجرًا وربيعًا...
عودي شمعةً تنير خاصرة الزّمان...
وردةً تمنح ذبول أمنيتي ميلاد الحياة ...
....... صالح احمد (كناعنه) .......