كانت قبيلة جُرهم قد جاءت هاربة من نقص المياه بعد إنهيار سد مأرب ومروا بوادي
مكة والذي كانوا يمرون عليه في تجارتهم دوما فوجدوا الطير يحوم حول الوادي فثار تعجبهم
حيث لايتواجد هذا الطير إلا في وجود ماء وهذا الوادي ليس فيه ماء
فاستطلعوا الأمر فوجدوا هاجر وإسماعيل عليهما السلام...فعرضوا عليها عرضاُ
..........أن يستقروا بجوار الماء في مقابل أن يجلبوا إليهما طعاماً ورزقاً
ويحموهما هي وولدها.... فوافقت هاجر عليها السلام ....وهاهنا فلنتوقف لنتحصل علي فائدة
أخري رائعة المعني والجذور
إنظروا إلي العرب يوم كانوا عرب
يوم كانوا يوصفون بأروع الصفات.... ياحسرةً علي عروبتنا وعلي سمات هذه العروبة...........
فقبيلة جرهم لو إغتصبوا المكان عنوة وأرادوا ان يفعلوا بهاجر وولدها ماطاب لهم
مايمنعهم إلا الله عز وجل ...مع أنهم ليسوا علي دين ولا ملة بحيث يكون الوازع عندهم
هو الخوف من الله عز وجل
ولكن يالروعة الصفات التي إكتسبوها علي مر الزمان ..........مامنعهم من ذلك
إلا المروءة والشهامة ونخوة العرب التي كانت
عار علي أمة لان الوجود لها أن يستبيح حماها ثلة من اللمم
شب إسماعيل عليه السلام وسط قبيلة جرهم وتعلم منهم اللغة العربية وذاب في وسطهم
حتي تزوج إبنة كبيرهم
ثم ماتت هاجر عليها السلام
وجاء إبراهيم عليه السلام ليطالع تركته فذهب إلي بيت اسماعيل عليه السلام فوجد
امرأته فسأل عليه وسأل المرأة عن أحوالهما وعيشهما
ولكنها المرأة حينما تتمرد علي الرجل وتتمني أقرب فرصة لتشهر به وتنال منه
قالت المرأه عن إسماعيل عليه السلام تتحدث
إنه لايحسن العيش وانهما في ضيق ........
وهنا فهم إبراهيم الحكيم الحليم أن المرأة متمردة وأنها لاتناسب ولده ولا أمان
له معها
فقال للمرأة إذا عاد إسماعيل فقولي له أن يغير باب عتبته
لم تفهم المرأة ماذا يقصد إبراهيم عليه السلام فلم تتدخر جهداً ان أخبرت إسماعيل
عليه السلام بما قاله _لعله خير _...وهنا تتجلي كياسة إسماعيل عليه السلام بعد أن وصفت
المرأة شكل إبراهيم لزوجها إسماعيل عليهما السلام
ففهم الرسالة وطلق المرأة
ولنتوقف هنا قليلا
لنري أسس وقواعد النظام الاجتماعي...فحينما يكون الإيمان والصدق هما القاعدة
التي تشكل الشخصية فهناك مقومات لنجاح المجتمع
فهاهو إسماعيل يطيع والده عليهما السلام يوم أراد ان يذبحه ولم يحاوره ولم يجادله
بل هي الطاعة ولن أقول العمياء بل هي الطاعة المبصرة بأسس النظام الاجتماعي السليم
فالأب نبي ورسول ولا يكذب وأمره مطاع وبره واجب إذاً فهي الطاعة الخالصة رغم
أن الأمر جاء في رؤية...أي حلم بمفهومنا......... ولكن لامجال للتأويل إذا أمر الأب
الحليم الاواه المنيب الصادق
وهاهو يأمره أن يطلق زوجته والأمر مجرد مثال ليس صريحا...ولكنها الطاعة المبصرة
بخبرة الأب وحرصه علي راحة وأمان ولده
يالروعة من يكون الدين مظلته
ثم عاد إبراهيم عليه السلام مرة ثانية ليطالع تركته وذهب إلي بيت إسماعيل عليه
السلام فوجد زوجته الجديدة فسأل علي إسماعيل عليه السلام...فأثنت عليه المرأة وحمدت
الله علي عيشها...ولم يمكث إبراهيم عليه السلام كثيراً بل عاد أدراجه إلي حيث سارة
عليها السلام ولكنه ترك رسالة لإسماعيل عليه السلام أن ثبت عتبة بيتك
ولما جاء إسماعيل علم إن أباه جاء عليهما السلام وأنه ينصحه بالإبقاء علي زوجته
لأنه وجد فيها خيراً
ومن هنا نري كيف إنتقي رب العزة جل في علاه جدود النبي عليه الصلاة والسلام
من حيث الأصاله والمروة والنبل والسلوك القويم
إلي هنا فقد كانت قصة اسماعيل إبن ابراهيم وهاجر عليهم جميعا الصلاة والسلام
ولذا نعود أدراجنا لنري ماذا حدث مع سارة عليها السلام
اما سارة فلم يكن الله ليعذبها ولا يحرمها بل هي إختبارات كلها لهذه العائلة
الطيبة
فقد جاءتها الملائكة لتزف لها بشري حملها...
نعم فبرغم أنها كانت عاقرًا وأن ابراهيم عليه السلام تقدم به السن إلا أن الله
لايعجزه شئ في الأرض ولا في السماء
فبعد حادثة الذبح والفداء جاءت الملائكة تبشر إبراهيم وسارة عليهما السلام بولد
لسارة حتي تقر عينها ولاتحزن
جاء إسحاق عليه السلام ولكنه لم يري أخيه اسماعيل عليه السلام بل مضي كل منهما
عليهما السلام في طرق الدعوة إلي الله عز وجل حتي قضي إسماعيل عليه السلام ثم أنجب
إسحاق يعقوب عليهما السلام ثم جاء يوسف وإخوته عليه السلام
..............
عصام قابيل