مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

يعقوب ويوسف عليهما السلام...2 بقلم الأستاذ / عصام قابيل








كان الحقد والغل يتوسدا قلوب إخوة يوسف عليه السلام نتيجة تمييز أبيهم لمعاملته هو وأخيه ...وهاهنا فإن الانسان دائما لاينظر إلي قبح سلوكه أو سوء عشرته أو تفريطه في إيمانه بقدر ماينظر إلي ردود فعل الآخرين عليه
فإن الإنسان ينسي أخطاءه عند مفاضلة الناس بينه وبين غيره ويبدأ من حيث تحول معاملة الغير له ويتوسد الحقد قلبه وينقم علي الناس
ولو احسن الإنسان العمل لما احتاج أن يعلن عن نفسه في كل مره
دفع هذا الحقد إخوة يوسف عليه السلام إلي التفكير في أمر ينفث غيظهم ويخلي بينهم وبين أبيهم _حسب ظنهم_ لعله يحسن إليهم ويسقط عليهم معاملته الجميلة التي يخص بها يوسف وأخيه ونسوا أن السبب في هذا يرجع إلي خلق النبوة المبكر عند يوسف وعلامات الصلاح والتقوي والتي تجسدت في رؤيته المباركة وظلوا يتحاورون حول هذا الحل السحري الذي يريدونه
فمنهم من غلظ قلبه أن يقتلوا يوسف ليتخلصوا منه
ومنهم من رق قلبه قليلا ورأي أن القتل عظيم ولم تطاوعه  نفسه عليه فاقترح أن يلقوه بعيدا حيث قدره
ولكن ماذا سيقولون لأبيهم عنه
ذهبوا إلي أبيهم يعرضون عليه أن يذهبوا بيوسف عليه السلام ليتنزهوا , ولكن قلب يعقوب عليه السلام وماأدراك ماقلب يعقوب إستشعر الخطر علي يوسف عليه السلام فقال لهم يحذرهم : أخاف أن يأكله الذئب
وهاهنا تحدث يعقوب عليه السلام بفطرته ولم يحذر من تلقين إخوة يوسف عليه السلام وسيلة تآمر عليه
أخذ إخوة يوسف يوسف عليه السلام وأخيه الصغير والذي لايعي وهم يضمرون السوء بيوسف عليه السلام...جلسوا يفكرون ماذا يفعلون ليتخلصوا منه عليه السلام...فقال أشدهم ضراوة وشراسة...أقتلوا يوسف او إطرحوه أرضاً...أي ألقوه في أي مكان حتي يأكله الذئب...ولكن لم يعجب هذا المقال مَن قلوبهم حية وتنبض بالخير مهما بلغت فقال بعضهم لاتقتلوه ولكن ألقوه في البئر
لماذا البئر؟
لعله أكثر أمانا من الخلاء ويفي بغرض إبعاد يوسف عن أبيهم فيخلوا لهم ويكون أكثر إهتماما وحفاوة بهم بدلاً من منحها كلها ليوسف عليه السلام
ولكن ماذا سيقولون لأبيهم؟
وهنا تذكروا ماقاله يعقوب نفسه عليه السلام فقد ألهمهم الإجابة ولقنهم وسهل عليهم الحجة
إتفقوا علي إبلاغه أن الذئب أكله
وحتي تنسج القصة المكذوبة وتوحي بصدق روايتها لأبيهم ذبحوا ذبحاً أظنه طيراً ولطخوا به قميص يوسف عليه السلام بعدما خلعوه منه
سبحان الله ...غلام صغير في مقتبل سنه يُلقي في بئر وهو منزوع الثياب
ماأصبرك يايوسف عليك السلام
عادوا إلي أبيهم يفتعلون البكاء مع أن منهم من كان يبكي حقيقة لهول مافعلوه...دقت قلوبهم بالحق والشفقة علي أخيهم
وهنا إفترق المشهد إلي مشهدين
مشهد مع يعقوب عليه السلام وهو يتلقي خبر يوسف عليه السلام
ومشهد يوسف وما حدث له من تبعات
عاد إخوة يوسف عليه السلام يبكون...منهم من إصطنع البكاء ومنهم من بكي فعلاً علي فراق يوسف وماتعرض له من أهوال... إلا أنهم إتفقوا علي أن يخدعوا أبيهم يعقوب عليه السلام
ولكن أني لهم أن يخدعوا نبياً من أنبياء الله فلم يطمئن يعقوب إلي روايتهم وما حكوه عن أكل الذئب ليوسف عليه السلام
ورغم أن قلبه أصابته اللوعة علي يوسف عليه السلام إلا أن هناك شيئاً كان يناديه في قلبه أن يوسف لازال بخير...ذلك أن الأنبياء رؤياهم حق ولاتمر عليهم الرؤي ببساطة بل يعتقدون بحقيقتها كما حدث مع أبيهم إبراهيم عليه السلام فكان مارواه يوسف عليه السلام من رؤيته لأبيه كفيل أن يجعل يعقوب عليه السلام يعتقد بأن يوسف لازال بخير لأن جانبا كبيرا من تأويل الرؤيا لم يتم ولكنها القلوب التي تخفق حبا وحنانا من أجل ذويهم....جادلهم يعقوب وأقام عليهم الحجة رغم إدعائهم أن دماء يوسف أغرقت قميصه وهم يعرضونه علي أبيهم وهاهنا أول لقاء مع أثر قميص يوسف عليه السلام في قصته.
وللحديث بقية إن شاء الله
........
عصام قابيل

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016