مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الخليل ابراهيم عليه السلام... 6 بقلم الأستاذ / عصام قابيل

 



تمت التضحية كاملة من الجميع , إبراهيم وهاجر وإسماعيل عليهم السلام أجمعين وبقي التنفيذ....
دقت ساعة الإختبار الحقيقية ولم يبد لإبراهيم شئ يثنيه عن هذه التضحية حتي الآن .
ولكن الله العزيز الحكيم الرحيم شاء أن يؤكدوا جميعا كمال التطبيق وجمال الإستسلام فيأتي إختبار أخير
فإن الأمر لايعجب إبليس عليه لعنة الله فقد طعن في مقتل . فكيف يقبلون بهذه التضحية ويحصلون علي كامل الأجر وهو من هلك وحقت عليه النار....
ينتظر عبر الزمان حتي ينفذ الله وعده ووعيده فيه
إعترض إبراهيم عليه السلام يوهن في عزيمته ويُفزعه في ولده وزوجته ويقول له حرام عليك ولدك وزوجتك...إنها مجرد رؤية ...هون علي نفسك
فلم يكن من إبراهيم عليه السلام إلا ان قام برجمه بحجارة سبع مرات وهو يلعنه ويقول إخسأ يالعين فلن يكون إلا أمر الله ...فلما يئس من إبراهيم عليه السلام ذهب إلي هاجر عليها السلام
وجاء دور هاجر عليها السلام
جاءها إبليس وهو يقول لها إبنك ؛ فلذة كبدك سيذبحه إبراهيم إمنعيه فهو ولدك ولاتفرطي فيه.. إنها مجرد رؤية
ولكن إمرأة عظيمة مثل هاجر التي تربت في بيت النبوة فعلت كما فعل إبراهيم , فرجمته بحجارةٍ سبع مرات وهي تلعنه وتقول إخسأ يالعين فلما يئس من هاجر عليها السلام ذهب إلي إسماعيل عليه السلام وحاول أن يثنيه عن قبول هذا الأمر وقال له هذه مجرد رؤية أنج بنفسك ؛ لاتستجب.. إنه سيذبحك وأنت لازلت غلاما لم تتمتع بحياتك بعد
ولكن ...إنه بيت نبوة....إنه بيت يعلم قيمة التضحية لله عز وجل وأنه يهون أي أمر في الدنيا أمام الإستجابة لأوامر الله
ففعل كما فعل أبويه ورجمه بحجارة سبع مرات وهو يقول له إخسأ يالعين
ضربت تلك الأسرة المباركة أروع أمثلةِ التضحية لله عز وجل وللدين ولذلك حعل الله تعالي مايفعلون من حركات ويقولون من كلام نُسك يُتعبد به إلي يوم القيامه
فخلد سعي هاجر عليها السلام بين الصفا والمروة _ بحثاً عن الماء_ وصار عبادة يتعبد بها الناس تقرباً إلي الله عز وجل , فأي درجة من درجات التكريم أعطاها الله لهم
وخلَّد رجمهم جميعاً لإبليس عليه لعنة الله علي التوالي في جمرة العقبة الكبري حيث رجم إبراهيم عليه السلام إبليس عليه لعنة الله
أو الوسطي حيث رجمت هاجر عليها السلام
أو الصغري حيث رجم إسماعيل عليه السلام
فصارت عبادة يتعبد بها الناس
ولما إستجابت هذه الأسرة الكريمة وأذعنت لله تماماً شملتهم الرحمة وأظلتهم ولم يضيع الله إيمانهم
بعد أن امتثل إسماعيل عليه السلام وأدار ظهره لأبيه حتي لايرق له إذا مانظر في عينيه
وأمسك إبراهيم عليه السلام بالسكين بعد أن شحذه فأصبح يفلق الحجر حتي لايعذب ولده...
واقتربت ساعة الصفر ومر إبراهيم عليه السلام بسكينه علي رقبة إسماعيل
ولكن سبحان الذي يرزق بالأسباب وبدون الأسباب
فكما أمر الله تعالي النار ألا تحرق إبراهيم عليه السلام...أمر السكين ألا تذبح إسماعيل عليه السلام
مر إبراهيم عليه السلام بسكينه علي رقبة إسماعيل مراراً وتكراراً , وأبداً فقد أبي السكين ألا يذبح إسماعيل عليه السلام...وإذا بإبراهيم يسمع صوتاً من السماء فينظر إلي أعلى
فإذا بإبراهيم يجد جبريل عليه السلام ومعه كبش أملح أرسله الله تعالي إلي إبراهيم فداءً لإسماعيل عليه السلام ...لأننا سبق أن نوهنا بأن الله تعالي لايريد دم إسماعيل عليه السلام ولا ذل إبراهيم عليه السلام ولا تعذيب هاجر عليها السلام ولكنه إختبار لخلة إبراهيم عليه السلام حتي لايزاحم حب الله في قلبه شئ فامتثل إبراهيم عليه السلام ولما كان لأمر الله تعالي بالذبح منفِّذاً ....فكان الكبش ليذبحه إبراهيم فداءً لإسماعيل عليهما السلام وصارت نسكاً أيضاً يتعبد به عباد الله تعالي في مثل هذه الأيام من كل عام نلك الأيام التي جعلها الله تعالي للمسلمين عيداً يحتفل به كل من اسلم وجهه لله تعالي
ذهب إبراهيم بعد ان ضرب مثلاً للتضحية هو واسرته الكريمة يعجز عن مماثلته كل أهل الأرض وصار إسماعيل شاباً يافعاً
فعاد إليه إبراهيم عليه السلام في مهمة أخري
ولم لا وهو من نذر نفسه لله تعالي ليعلي كلمة الحق دوما
عاد إبراهيم مأمورا من الله تعالي باعادة بناء المسجد الحرام هو وإسماعيل عليه السلام
وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم
ثم كانت أروع وأجل وأعظم دعوة يدعوها أحد لكل الناس من بعده
كانت دعوة إبراهيم وإسماعيل يؤمن عليها
" رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ " 
.........

عصام قابيل





 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016