مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شاعر وقصيدة ..بقلم الشاعر / سيد غيث

 
(( شاعـــــر وقصـــــيدة )) وحلقــــة اليـوم مع
الشاعــرة الفاطميــة ( تقيـــــة بنـت غيــث )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المقدمـــــــــــة:
==>><<==

لقد اختص الإسلام المراة بامتيازات تقديرا واكرامــــا لها ..فالمرأة على درجة
واحدة مع الرجل في التكريم والإجلال عند الله لقوله تعالى:

(( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِــــي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُـــــمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ
وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )) .

والمرأة في الزواج سكنا ومصدرا للمودة والحنـــــان والرجل لها ذلك لقول الله
تعالى:((وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًـــــا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَـــا وَجَعَلَ
بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) .

ودون أدنى شك فقد كرم الاسلام المرأة وكفل لها حــق الحياة ونهــى عن
تلك البربرية التي كانت سائدة في الجاهلية ألا وهي وأد البنات ومنح المرأة
من الحقوق ما رفع مكانتها وأعلى من شأنها بالنسبة لما كانـــت عليـه قبل الإسلام ومن الواضح جليا أن الاتجاه السائد فــــــي الخطــــاب القرآني وفي
الأحاديث النبوية الشريفة هو المساواة التامة فيما يختص بالعبادات والواجبات الدينية. كذلك خصها الإسلام بالتكريم بوصفها أما ومنحها مكانة سامـــية في
الجنة كما جاء في الحديث الشريف (( الجنة تحت أقدام الأمهات )) .
كذلك جاء في القرآن الكريم كثير من الآيات ومـــن المصطلحـــات التــي تـؤكد
التسوية بين الرجل والمرأة .. وتكليف المرأة بنفس ما كلــــف به الرجـل فيما
عدا ما يتنافى مع طبيعة المرأة وتكوينهـــــا الفسيولجـــي.. مثل الجهـاد في
سبيل الله حيث أن الجهاد فرض كفاية وليس فـرض عين وأعفى الله سبحـانه وتعالى المرأة من مسئولية الجهاد ومن هذه المصطلحات التي تؤكد التسـوية
بين الرجل والمرأة عبارات فيها ضبط قياسي وتطابق لغوي مثلما جاء في الآية الكريمة من قوله تعالى ((والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كــثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما)) وكان يمكن الاكتفاء بجمع المذكر
فقط حيث أنه من المعروف في قواعد اللغة العربية أن جمع المـــذكر يشـمل
المذكر والمؤنث ولكن حرص الخطاب القرآني على تكرار جمع المؤنث للتأكيد على أن النساء لهن مثل الرجال من أجر وثواب ..
وكذلك من قوله تعالى (( للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصــــيب)) ومن
قوله ايضا ((هن متاع لكم وانتم متاع لهن )) هذا التطابق في الآيات الكريمة
ما هو الا تأكيدا على التكافؤ والتكامل بين الرجل والمرأة .
وعبر التاريخ الإسلامي شاركت المرأة المسلمـــة مع الرجـــل جنبــا إلى جنب
في الكفاح لنشر الإسلام والمحافظه عليه فقد اشتــــركت المـرأة المــسلمة
في أول هجرة للمسلمين إلى الحبشة وكـــذلك في الهـــجرة إلى المدينـــــة
المنورة وخرجت مع الرجال في الغزوات التي قادهــــــا الرســـول (عليه الصلاة
والسلام) لنشر الإسلام .واقول ان التاريخ الإسلامي يؤكد لنا أن أول شــــهيدة
في الإسلام هي امرأة تمسكت بالدين الإسلامي وبالتوحيد حتي استشهدت
وشاركت النساء في مبايعة الرسول(عليه الصلاة والسلام) والمبايعـة او البيعة
معناها الانتخاب والتصويت طبقا للمصطلح الحديث..بايعت النساء المسلمات
النبي(عليه الصلاة والسلام) في بيعتي العقبة الاولى والثانية طبقا لما ذكرته
كتب السنة وعن رواية للصحابية الجليلة ( أميمة بنت رقيقـــة) عندمــــا قالـت:
(جئت الى النبي الكريم في نسوة نبايعه فقال لنا فيــما استطـــعتن وأطقتن)
وهذه المشاركة النسائية في البيعة لرسولنا الكريم تعتبر اقرارا لحقوق المرأة السياسية .إذ أن بيعة العقبة تعتبر عقد تأسيس الدولة الإسلامية الاولـى في يثرب .كما أن الإسلام منح المرأة حق الذمة المالية قبل كل الحضارات الأخرى التي كانت تعتبر المرأة ملكا لزوجها يتصرف هو في مالها بحرية وليـــس لهــــا
الحق في مراجعته وكان هذا هو حال المرأة الغربيــــة في أوروبا منــــذ القرون الوسطى وحتى نهاية القرن التاسع عشر بينمــــا المرأة المسلمــــــة تمتعت
بهذا الحق منذ ظهور دين الاسلام الحنيف .
-----------------------------
وتكريما لدورالمراة الادبي في مختلف العصور نستعـــرض معكــــم احبتي
الغوالي السيرة الذاتية للشاعرة الفاطمية تقيـة بنت غيـث مع قطوف من
ديوانها الخالد.

(( تـقـيــــــــة بنــــــت غيــــــــث ))
====>><><><<=====
يقول عنها ( ابن خلكان في وفيات الأعيان )..هي: تقية بنـت علي بن
فاضل بن سعد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن يحيى بن محمد
بن إبراهيم بن موسى بن محمد بن صمدون بن غيث .
كانت فاضلة ولها شعر جيد وتتلمذت على يد الحافظ أبا الطاهر أحمد بن
محمد السِّلفي الأصبهاني رحمه الله .. زماناً بالإسكندرية.. وذكرها في
بعض تعاليقه وأثنى عليها.

مــولدهـــــــــا :
===<>===
ولدت ( تقية بنت غيث) في شهر المحرم من العام ٥٠٥ هجري المـــوافق
للعام ١١١١ ميلادي ولما اكتمل عمرها ثلاثة عشرعاما كانت مدينة ( صور)
قد احتلتها القوات الصليبية سنة ٥١٨ هجرية وعليه رحــــل والـــدها مع
عائلته من دمشق الى الاسكندرية حيث اصبـــح هــــناك قاضيا و سكنت
مدينة الإسكندرية .

لقــبهــــــــــــا :
===<>===
هي :شاعرة العصر الفاطمي ..لقبت ( بست النعم ) وكانت من الأديبات
المرموقات في عصرها الفاطمي .

نشــــاتهـــــــا :
===<>===
نشـأت ( تقية بنت غيث ) في بيت ثقافي شعـــري و علمــي وقالــت الشـعر
منذ صباها وكانت نجيبة ذكية حافظة كانــت تشبعت منذ صغــــرها بالشــــعر
وتذوقته في الصغر ولا غرابة في ذلك فقــــد كان جدهاــــ أبو الحسن علي بن
عبد السلام من الشعراء البارزين في مدينة ( صور ) وقــــد كان ابوها ابو الفرج
غيث كاتبا وخطيبا وكان جدها أبو الحسن علي بن عبد السلام من الشعراء البارزين في مدينة صور وقد ذكرها علي أبوطاهر في كتابه ووصفها بأنها سيدة تقية شعرها لم ير له نظيرا وكانت مثقفة ثقافة واسعة وأشـــاد بشعـرها أدباء
آخرون مثل: الصفدي.. والمنذري ..والمقدسي .

اقـــوال في (( تقيــة بنـــت غيــث ))
=====>>><><<<=====
ويقول ابن ( خلكان ) حكى لي الحافظ زكي الدين أبو محمــد عبــــد العظيم
المنذري رحمه الله أن تقية بنت غيث نظمت قصيدة تمدح بها الملك المظفر
تقي الدين عمر ابن أخي السلطان صلاح الدين رحمهما الله.. وكانت القصيدة خمرية ووصفت آلة المجلس وما يتعلق بالخمر فلما وقف عليها قـال: الشيخة
تعرف هذه الأحوال من زمن صباها .. فبلغها ذلك فنظمت قصيدة أخرى حربية ووصفت الحرب فيها وما يتعلق بها على أحسن وصف ثـــم سيرت إليه تقول:
علمي بهذا كعلمي بهذا وكان قصدها براءة ساحتهــا مما نسب إليهاوكانت
قد سألت الشيخ الإمام العالم أبا الطاهــر إسماعـــيل بن عـــوف الزهري عن
الشعر فقال: هو كلام إن تكلمت بحسن فهو لك وإن تكلمـــت بشَرٍّ فهو عليك
اي ان حسن الشعر حسن .. وقبيحة قبيح .

ويحكي عنها القاضي ..أبو القاسم حمزة بن عثـمان المخزومــي المصــــري
انه عندما وفد إلى دمشق في شعبان سنة إحــــــدى وسبعين وخمسـمائة
ومعه دفتر يحتوي على شعر تقية بنت غيث وقـــد سمعه منها وخطـها عليه
وكان ذلك بتاريخ محرم سنة تسعوستين وخمسمائة بالإسكندرية.
يقول نظمت الشاعرة تقية بنت غيث قصائد فـي المديح فمــدحت الـــمظفر
ابن أخي السلطان صلاح الدين ..وقالت شعرهــــا في المـــــعارك والملاحم
والفخر وكانت لها البراعة التامة وقوة تطويع المعاني والكلمات ويتميز شعرها ببلاغته واسلوبه الجيد ومعانيه الرائعة وكانت لها القابلية على تطويع شعرها كيفما تشاء وكان نظمها بديعا متقنا مغاير لشعر النساء العرب من قبلها.

مقتطفات من ديوان شعر (( تقــية بنت غيث ))
=======>><><><<========
تقول: ( تقية بنت غيث )
----------------
أعوامُنَا قد أَشْرَقَــــتْ أَيَّامُهَـــا <><> وعلاَ على ظَهْرِ السِّماكِ خيامُهَا
والروضُ مُبْتَسِمٌ بِنَــــوْرِ أَقاحِهِ <><> لما بكى فَرَحــــاً عليه غَمَـــامُهَا
والنَّرْجِسُ الغضُّ الذي أَحْدَاقُهُ <><> تَرْنُـــو لِتَفْهَمَ ما يقــــولُ خُزَامـها
والوردُ يحكي وجنــــةً محمَرَّةً <><> انحـــلَّ من فَـــرْطِ الحــياءِ لِثامها
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
تعيبُ على الإنسان إظهارَ عِلْمِه <><> أَبالِجدِّ هـــــذا منك أمْ أنْتَ تَمْزَحُ
فَدَتْكَ حياتي قد تقَـــدَّمَ قبلنـــــا <><> إلى مَدْحهِم قومٌ وقالوا فأَفْصَـحوا
وللمتنبي أحـــــــرُفٌ في مديحهِ <><> على نَفْسِهِ بالحقِّ والحقُّ أَوْضَحُ
أَرُوني فتاةً في زمانــي تَفُوقُني <><> وتَعْلُو على عِلْمي وتَهْـجُو وتَمْدَحُ
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
قل لذوي العلم وأهلِ النهى<><> قل لذوي العلــــم وأهلِ النهى
وَيْحَكُـمُ لا تَبْذُلُــــوا دفتــــرا <><> فــــإن تُعيـــروهُ لــــذي فطـــنةٍ
لا بــــدَّ أَنْ يَحْبِسَــه أَشْهُرَا <><> وإِنْ تَعُــــودُوا بَعْــدَ نُصْحِي لكمْ
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
هاجَتْ وساوسُ شوقي نَحْوَ أَوْطَانِي <> وبان عَنِّي اصطِبَاري بعـــد سُلْواني
وبتُّ أَرْعَى السُّهَـــا والليلُ مُعْتَكِـــــرٌ <> والدمعُ مُنْسَجِمٌ من سُحْبِ أَجْفَاني
وعاتَبَتْ مُقْلَتِـــي طيفـــاً أَلَـــــــمَّ بها <> أَهكَــــذَا فِعْـــــلُ خِــــلاّنٍ بخـــــلاّنِ
نأَيْتُ عنكم وفي الأحشاءِ جَمْرُ لَظىً <> وسُقْمُ جِسْمي لِمَا أَهْــوَاهُ عُنْواني
إذا تذكــــرتُ أيّامــــاً لنـــا سَلَـــــفَتْ <> أَعانَ دمعي علـــى تَغْريق نسياني
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
أعوامُنَا قد أَشْرَقَـــــــتْ أَيَّامُهَا <><> وعلاَ على ظَهْرِ السِّماكِ خيامُهَا
والروضُ مُبْتَسِمٌ بِنَــــوْرِ أَقاحِهِ <><> لما بكـــــى فَرَحــاً عليه غَمَامُهَا
والنَّرْجِسُ الغضُّ الذي أَحْدَاقُهُ <><> تَرْنُو لِتَفْهَــــمَ ما يقــــولُ خُزَامها
والوردُ يحكي وجنــــةً محمَرَّةً <><> انحــلَّ من فَـــــرْطِ الحياءِ لِثامُـها
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
خانَ أَخِلاَّئِي وما خُنْتُهُـــمْ <><><> وأَبْرَزُوا للشــــرِّ وجهـــاً صَـفِيقْ
وكُدِّرَ الودُّ القديــــــمُ الذي<><><> قد كان قِدْماً صافــــياً كالرحيق
وباعدوني بعد قُرْبي لَهُمْ <><><> وَحَمَّلُـــــوا قلــــبيَ ما لا أُطِيقْ
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
نأيت وما قلبي على النأي بالراضي<> فلا تغترر منـــي بصـــــدى وإعـراضي
وإني لمشتـــاق إليهـــم متيـــــــم <> وقد طعـــــنوا قلبي بأســــــمر عراض
إذا ما تذكـــــــــرت الشــــآم وأهله <> بكيت دماً حزناً على الزمـــن الماضي
ومذ غبت عن وادي دمشـق كأنني<> يقـــرض قلبـــي كل يـــــــوم بمقراض
أبيت أراعي النجم والنجـــــــم راكد<> وقد حجبوا عن مقلتي طيب إغماضي
فهل طارق منهــــم يلــــم بناظري <> فإن لقــــاء الطـــــيف أكـــــبر أغراضي
لعل الليالي أن تجــــرد صارمـــــــاً <> على البين أو يقضـــي لنا حكمه قاض
<><><>
وتقول: ( تقية بنت غيث )
-----------------
وَتُوتٍ أَتَانا ماؤُهُ في احمـــرارِهِ <><> كَدَمْعِي على الأَحباب حين تَرَحَّلُوا
هدية من فافَتْ جمالاً وفطنةً <><> وأبهــــى من البَدْرِ المنـــيرِ وأَجْمَلُ
<><><>
ونختم بقولها :
---------
لَو وَجدتُ السبيلَ جدتُ بخـدّي <><> عِوضــــاً عَـــن خمارِ تلكَ الوَليده
كَيفَ لي أَن أقبّلَ اليــــومَ رِجلاً <><> سلكت دَهرَهـــا الطريقَ الحَميد

<><><<><><>>><><>
وفاة الشاعرة الفاطمية (( تقية بنت غيث ))
===>>><><><><><<<====

توفيت ( تقية بنت غيث ) في أوائل شوال سنة تسع وسبعين وخمسمائة
هجريا في الاسكندرية رحمها الله تعالى وغفرلها واسكنها عوالي جنتــــه.
٠

الخــــــاتمــــــة
==<><>==

ويؤكد المفكرين الاوروبيين ان اللجوء الى الشريعة الاسلامية وتطـبيـق منـهج
المسواة بين الرجل والمراة والنصوص التي وردت بالقـــرآن والاحـاديث النـبوية
هي الحلول المثلى لاقامة مجتمع صحــــي لكافة الـــدول مع الغـــاء الانظمـة
المعـمول بها على ارض هذا الكوكب والرجوع الى شرع الله.
ومن التجربة (( الماركسية الشيوعية)):يقـول جورباتشــوف في كتابـه الشهير
( بيريسترويكا ) طيلة سنـــوات تاريخنا البطولـــي والمتألق عجـــــزنا أن نولي
اهتماماً لحقوق المرأة الخاصة واحتياجاتها الناشئة عن دورهـا كأم وربـة منزل ووظيفتها التعليمية التي لا غنى عنها في الاسرة .وعليـــة قررت بعـض الدول
الى نسخ النظام الاجتماعي الاســــري الماخـــــوذ من قيم وتعاليـم الاسلام
والشريعة كي تطبقة كمنهجية لتقويم النظـــــام الاجتماعي لديهم .. واعطـاء
المراة حقوقها وتكريمها بالافضلية كما امر الله ورسوله الكريم .
------------------------------------------
حقوق الاعداد والنشر محفوظة للشاعر// سيد غيث ..

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016