ما لِلهوى كَسُقاةِ الغُنْجِ من شطَطٍ
سقَّى الفؤادَ فلم تشفعْ لهُ الغَمَمُ
ومِن عُقودِ جُمانٍ صاغَ أوردتي
ومن سِوارٍ بغُرِّ الجيدِ يَعتصِمُ
وَحيٌّ تنزَّل مَخْضوبًا بِطاعتهِ
في فُلكهِ تستوي الأقمارُ والجُرُمُ
فألبَسَ الجفنَ مِن أردائهِ مرَرًا
ويكنُزُ الدمعَ من أحزانهِ نهِمُ
ما برَّ بالعهدِ من بالمسكِ طيَّبهُ
ثغرٌ يخُبُّ وفاءً شاقهُ اللَّثَمُ
فلا تلذَّذتُ بالأشواقِ عاتيةً
هي التي من خُفوقِ القلبِ تضطرمُ
فارتدَّ كالبدرِ عن تمٍّ رجا غسَقا
وحِلَّةُ الصبحِ في عينيَّ ترتسِمُ
أحكي عن الحبِّ من شكواهُ في وَرَقٍ
ويأسِرُ اللُّبَّ شِعرٌ خطَّه القلمُ
يا من أباحوا رُماةَ الحقدِ في مُهَجي
من سطَّروا بلُجين الدمعِ ذِكرُهمُ
يا أنتَ مِنهمْ تلظَّتْ روحهُ ضرَمًا
يريقُ تاريخه جورًا وينتقمُ
قد ضاق حلْمٌ تغشَّاهُ بذاكرتي
هل أرتجيهِ وقد ضاقتْ بنا الأُممُ
أوعِدتُ عُمرًا يبيسَ الزهرِ أنشَقُهُ
والشهدُ غِبَّ رَحيقِ الثغرِ يُلتهَمُ
إلام يُعْجِلني مَنْ نهرهُ نضِبٌ
كموجِ بحرٍ ببابِ القلبِ يرتَطِمُ
لا الجَزرُ في حَزَنٍ حُفَّت به شُهبٌ
يا ليتهُ المدُّ ما ناءتْ بهِ النُّجمُ
أقرأتهُ ما أتانا الأنبياءُ به
فقالَ لي ذي أساطيرٌ وذي نظُمُ
كم كان يُسمِعُني أنِّي حبيبتهُ
ذاكَ الكَذوبُ فإذْ بي من بهِ صَممُ
خُطَّتْ قصائدهُ بالدمعِ من وصَبٍ
يا ويْحَ قافيةٍ زلَّتْ بِها القَدمُ
............
ناهدة الحلبي