مرَّ القطارُ سريعاً جاوز البصرا .
... كبعض حلم طواه الليلُ واستترا
هناك حيثُ التقينا كان موعدنــا .
...كان الصباح جميلا ، كان منتظرا
حدَّثتُ حرفي ألا فانطق وكنْ مددا
..فابصرَ الحرفُ وجهَ الشمس فاعتذرا
حين اللقاء اخترقنا حدَّ غربتنا .
... تكاثفَ التَّـــــــوْقُ فى العينين فانهمرا
عيني تقولُ ونبضُ القلب يتبعها
...طيران فى خفقة لم يعرفا خطرا
قالت وقلتُ واطلقنا سعادتنا
..واروق الشوق فى ظل المنى شجرا
أمشى وتمشي ويُلقي الشوقُ نظرتَه
..نعودُ صوبَ المنى لا نخطئِ الأثرا
عامان مرَّا ووحدي أحتسي وجعاً
.. بين المسافات أطوي الوجدَ والحذرا
كلُّ اشتياقي دموعٌ فوق قافيتي
.. يا أولَ العمر جفَّ الصبرُ وانـــــحسرا
منْ لي بكأسٍ من السَّلوى فما جسدي
..أبقى له الوجدُ إلّا الشِّعرَ والسهرا
منْ أدرك السِّرَ في الأشواق تدركه
.... حيَّاً ، ودون الهوى لا يرتقي بشرا
وما الشعورُ سوى ما الروحُ تحملهُ ..
.. همسٌ تبدَّى على أحداقنا وجرى
نورٌ وسحرٌ تسامى الخلقُ فى يدهِ .
.. حنينُ أنسٍ على ثغر الوجود سرى
عامان مرَّا جنونُ الوقت يحصدُني
....على الرصيف وعيني ترتجي خبرا
ألوذُ بالضوء فى جدران ذاكرتي
.... أحدِّثُ البحرَ والنجماتِ والقمرا
وأترعُ الوصلَ كاساتٍ على نهم ٍ.
... تداخلَ الوعىُ فى اللاوعي وانصهرا
خلفي سنون من الأفراح تنظر لى .
.وألف صمت امامي يكسر الحجرا
قالوا جنونٌ وألقوا دمعةً ومَضوْا
.... لم يشهدوا التوق فى الاحداق مستترا
لو يدرك الشعر اوجاعي لادركني
..واسهب القول فى ليلى وما اختصرا
اعود كل صباح صوب ذاكرتي
....عند القطار وقلبى يطلق الزفرا
..........
أحمد سالم