يضمِّخُ بالأطيابِ ثَغري فأنتشي
ويقْطرُ عُسلَ النحلِ مرًّا بكاساتي
أطاردُ أحلامَ الصِّبا وبَداوَتي
أجدِّفُ أقداري بليلِ صباباتي
فبي وجعٌ ما حلَّ ضيفًا بِدارِكم
ولا ذاقتِ الأرواحُ طعمَ مراراتي
ويغسلُ عن وجهي ملامحَ عاشقٍ
يَخيطُ وشاحًا من نسيجِ خُرافاتي
هو العشقُ ما تاقت إليهِ أنوثتي
يُزاورني في بوحهِ واعترافاتي
وأنقشُ في جفنيكَ بعضي قصائدًا
فيَعنُسُ فيها الحرفُ شأوَ لذاذاتي
يُطرِّزُ أجفاني بوهمٍ وغفلتي
كما تمضغُ الأشواقُ دوْحَ خيالاتي
ومن كبْوةِ الأحزان يوْقِدُ مُهجتي
فيزجرني ليلي ونورُ الصباحاتِ
يُلوِّنُ بالحنَّاءِ سُمْرَ ضفائري ...
كخدٍٍّ لهُ قانٍ وغُرِّ الثنيَّاتِ
هُوَ العشقُ أزرى بالفؤادِ ولُبّهِ
فكيف أُداري القلب من وِفرِ خيْباتي
فيا ليتَ هذا العشقَ يعرفُ أنَّني
تركْتُ قوافيهِ ليشقى بأبياتي
حنانيكَ يا عشقًا أصابَ سَفائِني
بأيِّ هوًى في البحرِ أُلْقِي بمِرساتي ؟
فليتكَ تُشفي ما أصبْتَ من الحَشَا
وأَترُكُ للعشَّاقِ ذنبي وعِلاَّتي !
ناهدة الحلبي