ترحل الزمر ...بقلم الشاعر الكبير / نبيل زيدان

حلتْ بـه فاحتفى بها السـحرُ
ولـوَّح الـيـاسـمـيـن والشـجـر

وردَّدَ الـمـاءُ هـمـسَ سـاقـيـةٍ
في مـوعـدٍ يـلـتقـي بـها النهر
نـاي الـبدايـات نـغـمـةٌ عـبـرتْ
مـسامـهُ.. فاختـلى بـه الـسكر
ابقته في حالةِ المنى وسمتْ
فباح للنسمة ..انـتـفى الخـدرُ
يا شـامُ ما للربى انـثـنتْ حَزَنـا
أنَّتْ غصون الصـفا ..بكى الحجر
أخـفـتْ نَـدَاهـا وأمسكتْ يــده
عد بي إلى سدرتي فقد هجروا
ولـفّـتِ الصـبـرَ حـيـث عـاتـيـة
لـيـسـت كـما نسمةٍ فننغمر
بـراعـمٌ قُـتِّـلت بأصـْفـَرهـا
بلمحةٍ مال وارتقى الزَهَر
دمــشـق يــا آيــة إذا تـُلـيَـتْ
أضاءتِ الـكــون وارتــدى القمر
ويـا حـِكـايـات... ..ألـف أنـدلسٍ
تـنـسـاب فينا ..فـتَنْـبُتُ العِـبـر
آرابــهم سيرة الخطى رسمت
دوائــرَ التيهِ ما سعى الـوطــرُ
مَنْ لِانبلاج الـحضـارة انــتـعـلـت
خيل الشموس ..انتمى لها الظفر
في حضنها الغوطتين ما اجتمعت
قل جنة الأرض ما قضى الأثر
حوادث الدهر إن هي انتصبت
دمشق تبقى .وتُـرحل الـزُمـَـرُ
********************
نبيل أحمد زيدان