في الذكرى الثلاثينَ
لرحيلي عنّي
سأنصِبُ خيمتي
على هامِشِ الحياه
وأنبشُ ذاكرةَ النسيانِ باحِثاً
عن اسمي
و جسمي
و ما تَبَقّى من ملامحْ ..
في وجوهِ تلكَ الصُورْ
في ليلةٍ ظلماءْ ..
أطفأوا وَجهَ القَمرْ
داهموا فمي
و صادروا الاسنانْ
و شَفتيَّ و اللِسانْ
و الحروفَ الأبجَديّه
و أحرقوا عُمري ..
حتى آخرِ ساعه
أيُّ مَجزَرَةٍ وَقَعَت هنا !!
و أيُّ بَشاعةٍ تلكَ التي
تَئِدُ الطفولَةَ في بَطنِ المَجاعه
أيُّ وَحشيَّةٍ تلكَ !!
و أيُّ وَضاعَه !!
مَلأوا الكؤوسْ ..
و تَلَذَّذوا بشُربِ دَمي
و رَقَصوا كالـمَجانينْ
على وَجهِ الضحيّه
ثُمَّ رحلوا ضاحكينْ ..
و في بطونهم ..
أيّامي و أحلامي
أوراقي و أقلامي
و الأسماءُ و الأشياءُ
و الأشخاصُ و النصوصْ
و الشوارعُ و المراكبْ
و جوازُ سَفري و الهُويّه
و الشمسُ
و الأرضُ و الجاذبيّه
و السَحابَةُ و المَطرْ
و الأدِلَّةُ و الشهودْ
و مِفتاحُ القَضيّه
لم يتركوا منّي الّا نُدبَة ً ..
محفورَة ً على جِدارِ اللاوجودْ
تُذكّرُني كلّما شاهَدتها
كيف عَذَّبوا عصفوراً على إنشادِهِ
وأغرقوا الورودَ بعِطرها
وكيفَ أسقطوا سَقفَ الطموحِ
على رؤوسِ الحالِمينْ
وكيفَ طَمَروا قصائِدَهم
في فَراغِ الصمتْ
بينَ جليدِ الضَجَرْ
و نيرانِ الحَنينْ ..
أ تَلومُني الدنيا ؟؟!!
إذا تَأبَّطتُ شَرّي
و نَصَّبتُ نفسي مَلِكاً ..
و بنيت عَرشَي على سَطحِ القَمَر
في الـمـنفى قَضيتُ العُمرْ ..
بعيداً عنّي ..
وعن قلبي و مَملَكَتي
في الذكرى الثلاثينَ لرحيلي
أُعلنُ أنَّني ..
خَسرتُ مَعركتي
و نَفِدَت من لُغتي الذخيرَه
و ابتساماتي سَقَطت ضحايا
و التي بَقِيَت ..
أُخِذَت أسيره
لم يَتركوا في جراحي شِعراً
بهِ أ ُغَسّلُ أحلامي الصَغيره
لم يتركوا في العُمرِ فَجراً
بِهِ أ ُكَفّنُ أيّامي القصيرَه
لم يَتركوا ..
في عيوني دَمعَة ً تَكفي الـمَسيرَه
تأخَّرتَ يا فَرَحي ..
و الشياطينُ كلّهم سبقوني
و انا وَصلتُ بُعيدَ الظهيره
سَقَطت عاصمتي
وانا هُزمتُ ..
فإليكَ إرثي ..
خيمتي .. و قصيدتي الأخيره
.................
اسامة سليم
سأنصِبُ خيمتي
على هامِشِ الحياه
وأنبشُ ذاكرةَ النسيانِ باحِثاً
عن اسمي
و جسمي
و ما تَبَقّى من ملامحْ ..
في وجوهِ تلكَ الصُورْ
في ليلةٍ ظلماءْ ..
أطفأوا وَجهَ القَمرْ
داهموا فمي
و صادروا الاسنانْ
و شَفتيَّ و اللِسانْ
و الحروفَ الأبجَديّه
و أحرقوا عُمري ..
حتى آخرِ ساعه
أيُّ مَجزَرَةٍ وَقَعَت هنا !!
و أيُّ بَشاعةٍ تلكَ التي
تَئِدُ الطفولَةَ في بَطنِ المَجاعه
أيُّ وَحشيَّةٍ تلكَ !!
و أيُّ وَضاعَه !!
مَلأوا الكؤوسْ ..
و تَلَذَّذوا بشُربِ دَمي
و رَقَصوا كالـمَجانينْ
على وَجهِ الضحيّه
ثُمَّ رحلوا ضاحكينْ ..
و في بطونهم ..
أيّامي و أحلامي
أوراقي و أقلامي
و الأسماءُ و الأشياءُ
و الأشخاصُ و النصوصْ
و الشوارعُ و المراكبْ
و جوازُ سَفري و الهُويّه
و الشمسُ
و الأرضُ و الجاذبيّه
و السَحابَةُ و المَطرْ
و الأدِلَّةُ و الشهودْ
و مِفتاحُ القَضيّه
لم يتركوا منّي الّا نُدبَة ً ..
محفورَة ً على جِدارِ اللاوجودْ
تُذكّرُني كلّما شاهَدتها
كيف عَذَّبوا عصفوراً على إنشادِهِ
وأغرقوا الورودَ بعِطرها
وكيفَ أسقطوا سَقفَ الطموحِ
على رؤوسِ الحالِمينْ
وكيفَ طَمَروا قصائِدَهم
في فَراغِ الصمتْ
بينَ جليدِ الضَجَرْ
و نيرانِ الحَنينْ ..
أ تَلومُني الدنيا ؟؟!!
إذا تَأبَّطتُ شَرّي
و نَصَّبتُ نفسي مَلِكاً ..
و بنيت عَرشَي على سَطحِ القَمَر
في الـمـنفى قَضيتُ العُمرْ ..
بعيداً عنّي ..
وعن قلبي و مَملَكَتي
في الذكرى الثلاثينَ لرحيلي
أُعلنُ أنَّني ..
خَسرتُ مَعركتي
و نَفِدَت من لُغتي الذخيرَه
و ابتساماتي سَقَطت ضحايا
و التي بَقِيَت ..
أُخِذَت أسيره
لم يَتركوا في جراحي شِعراً
بهِ أ ُغَسّلُ أحلامي الصَغيره
لم يتركوا في العُمرِ فَجراً
بِهِ أ ُكَفّنُ أيّامي القصيرَه
لم يَتركوا ..
في عيوني دَمعَة ً تَكفي الـمَسيرَه
تأخَّرتَ يا فَرَحي ..
و الشياطينُ كلّهم سبقوني
و انا وَصلتُ بُعيدَ الظهيره
سَقَطت عاصمتي
وانا هُزمتُ ..
فإليكَ إرثي ..
خيمتي .. و قصيدتي الأخيره
.................
اسامة سليم