من يوم ما وعيت على الدنيا
وداقت عيني طعم النور
وشُفت الكون براح واسع
وخدت لعُمري كارت مرور
وقادوا الشمع ف سبوعي وحرقوا بخور
لقيتنى ف وسط خلق كتير
غريبة الدنيا في عينيه بدون تفسير
بدّور بين وشوش الناس
واعيد النظرة من تاني
ورغم الكل حواليّه
حاسسنى كأني وحداني
ونفسي اصرخ بعلو الصوت
وأقول فيه حاجة نقصاني .
شايفني غريب ف قلب الكون
ورشوا الملح من فوقي ودقوا الهون
وفي الغُربال ... بصوت عالي
بدأت اسمع وصايا كتير ....
عايزينك تكون راجل وتبقي كبير
تقول حاضر تقول طيب وتعمل خير
ووصوني ... فروض السمع والطاعة
أعيش وحياتي مظبوطة كما الساعة
وقالوا اسمع كلام عمك كلام خالك كلام خالتك ده بيحبوك
ولا تخالف كلام أُمك .. ولا تسمع كلام لأبوك ...
قالوا لي اسمع كلام أُمك !!!
ولا تسمع كلام لأبوك !!!
وفجأة الكلمة هزتني وشدتني وخلّتني أتوه فيها
وادوب فيها وافسر كل معانيها
لقيت العقل في ثواني
بعت للقلب ميت إنذار
كلامهم ليّا خلاني بقيت محتار
وبسأل نفسي مستغرب
كلامهم جد ولا هزار !!! .
وكلي فضول ونفسي اسأل
أبويا يا خلق يطلع مين !!
وفين هو من الحاضرين !!
وليه ماسمعش لكلامه
واكون واحد من العاصيين .
وكان ياما كان ...
وبدأت قصتى وياه
لقيته جيّ والفرحة ماهيش سايعاه
عرفت لدُنيتي معنى ..
وبدأت تبقى ليّا حياة
وكل مناه .. يشوفني لو كبير .. سنّة
وسامعه بيدعي من قلبه
أعيش العمر واتهنى
ويسعد دُنيتك يا ابني
واشوفك زي ما اتمنى .
ما بين إيده عرفت ان لحياتي أمان
بقيت محسوب على الدنيا وليا كيان
وشُفت الدنيا في وجوده
مدينة وخالية م السكان .
أبويا يا بحر كله حنان
يا عالم خالي م الأحزان
يا أعظم ما خلق ربي
وأغلى هدية م المنّان .
بحبك حُب منه الحُب يستغرب
ولو نبعد بسرعة لحضنه بنقرّب
ولا بيعرف في يوم يغضب
ولو يغضب .. بسرعة ف غضبته يرجع
ولو يضرب ... ما كانت ضربته توجع
وحضنه كان يساع الكُل
ودايما للجميع ... يسمع
ولو يقرص عليه الجوع ...
ما ياكل قبل ما نشبع .
شربت المُر علشانا
ومُرّك صافي ومكرر
وعشت العُمر تسعدنا
وتسقينا الحنان واكتر
تقول المُرّ علشانكم
يا ضي العين يكون سكر .
بحبك .. قد ميت عمي وميت خالي وميت خالتي
وحُبك فرض متسطر
وبتمنى يطول عمرك
ولو عمري انا يقصر
وبتمنى يطول عمرك
ولو عمري أنا يقصر .
..................
محمود السيد