مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ليلُ العيوبِ المستَتِرَة ... بقلم الاستاذ الكبير / صالح أحمد


لم تعُد حركاتهم مباغتَة
منذ أن انتهكوا حدودَ اصطبارِنا،
وتشَامَخَ سُكونُنا المُحتَشم؛
كشفًا لما يكيدون..
***
سلامٌ على أرواحٍ تاقت إلى علاها
تلك كانت صلاتُنا المختَزَلَة
ونحنُ نيَمِّمُ الوجوهَ المُبتَسِمَةِ صعيدَ أرضنا المباركَة
والقتلة ينشبون مخالبهم في لحم أطفالنا
ويطلقون نيرانهم على سنابل حقولنا
عبثًا يحاولون تحقيق إنجازٍ ما ضِدّنا...
كل المرايا المفرطة في سرابها
لم تمَكّنهم من إزاحَةِ صخرَة الظلام
وظلّت جاثمة على قلوبهم..
منهم وإليهم كل هذا السّواد
وحتّى حين كنّا نُديرُ أظهُرَنا لكلِّ أروقَةِ المَكائِدِ،
مُتَوَجّهينَ تَلقاءَ الفجرِ السّاكِنِ فينا وعدًا وعهدا
كانوا يعيدونَ صياغَةَ المَدائِحِ لظِلالِهِم
وهيَ تسعى لاغتِيالِ ذلك الوميضِ العظيم؛
السّاكِنِ صفاءَ أرواحِنا..
ونحنُ نُعيدُ التِحامَ العَناصِرِ العقليةِ للانتصار..
تلك التي لا عهدَ لأهل المرايا بها..
أولئكَ الذينَ تجَنَّدوا للدّفاعِ عن تمثالٍ كالحٍ..
أورثّهُم رصيدَهم من الانهِياراتِ المتلاحِقَة.
وفي أوجِ نُضوبِ أحلامِهم..
يَنتَشي عُريِهم؛
ليقودَهم للسّيرِ في ليلِ العيوبِ المستَتِرَةِ لرغباتهم،
ونسمَعُهُم يُغرونَ النّيلَ بالهجرةِ إلى وَكرِ احتِمالاتِهمُ المائِعة!
يتكوّرُ فينا الضّيقُ غِلالا أفراحُها مُترَعَة
وفيّا كما الأرضِ يخَيِّمُ صوتٌ عظيمٌ
وبكلّ الجلاء..
تُغنّي القلوبُ وفاءَ الودائع:
"شيعوهُ في سكونٍ... وأنا أعطيه نعشي"
وقارُ أصواتِنا؛
يعيدُ التِحامَ أرواحِنا بميراث الصّاعدين؛
لنُرجِعَ عهدَ احترامِ الطبيعة،
ونرفُضَ أن يشيخَ فينا الرّبيع!!
أو أن نُرى ننطوي تحت سحابَةِ صيفٍ مُهانَة!!
أو نخشى عبَثَ رياحٍ صَدِئَت؛
من نَكَسات السّتينات...
فهَوَت شطرَ اللامَعقول،
مُزَوَّدَةً بكلّ ثقيلِ الضّجَر؛
تستَمطِرُ في ليلِ مَهاويها ظِلاً؛
للأشباحٍ في السّخيف المريع للصّدى؛
ينتظرون سقوط الكلمات،
ليقنعوا النّيلَ بالرّحيل جهَةَ السِّرّ..
يمتشقونَ سيوفَ العهر المفلولة..
وعلى جراحِ اللّيلِ،
يُعيدون نصبَ الأثافي..
يستودِعونَ الضّبابَ جفافَ القلوب..
يمنحون النيلَ الشّاكي من فحوى سَكرَتِهم؛
لغةَ القَيح!
***
وحينَ يصيرُ الحَرفُ مِزاجًا،
تتناسَلُ غضباتُ الفعل،
يتولّدُ فينا بَرقُ اليقظَةِ،
نحنُ المَوسومونَ بروحِ الجرأة،
نصعَدُ إيمانًا بالنّهضةِ،
نغدو افقًا،
يتلاقح ماضينا في الحاضر،
لتكونَ اللغَةُ المطلوبة؛
لنعيدَ النّيلَ لمجراهُ...
يُحيي الأيامَ الظّميانَة

.............
..... صالح احمد (كناعنه) .....

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016