وجلست اتخيل نفسي وقد دخلت الجنة !
استقبال الولدان المخلدون من على باب الجنة ؛ وكأنهم لؤلؤ منثور ، وجوههم مضيئة ويشع منهم النور، واخذوني من يدي وهم يقولون:
هيا ياعبد الله ، فإن زوجاتك من الحور العين ينتظرونك ،
وتوجهت إلى قصر أخذ بلبي شكله من الجمال ، لبنة من فضة ، ولبنة من ذهب ، والدرج يضئ ضوءا جميلا ،
وإذا بنور يضئ من علي الدرج ، يذهب بعقلي من الجمال والحسن ؛ فيشق الفرح صدري ، وابتهج ابتهاجا لم أسعده في حياتي .
وتساءلت : هل هذا هو ربنا ؟
قالوا لي : لا ، إنها وصيفة الحور العين ؛ جاءت لتستقبلك وتأخذك الي زوجاتك من الحور العين ، قلت سبحان الله !
ودخلت إلى قصري ، تحملني هالة من السرور والبهجة ، وإذا بنور لم أر مثله قط ، وجمال ساحت منه روحي ، ورقص قلبي .
جمال لم أره من قبل ،ونور أضاء أرجاء المكان ، ومكثت استمتع بحياتي في قصري ، وإذا بمنادي من الملائكة ينادي : هلموا الي لقاء الله .
وفجأة ! تبدلت ثيابي دون أن أشعر ؛ بثياب من سندس، وحلي من الياقوت ، وخرجت من قصري ، وإذا بأناس كثيرين يخرجون من قصورهم ؛ مضيئة وجوههم ، ونادت الملائكة على سحب المسك ، فأنزلت علينا مسكا ، لم أشتم في حياتي أجمل منه رائحة ، ثم أمرت الملائكة أن يتوجه الجميع إلى لقاء الله تعالى
ونادي رب العزة تبارك وتعالي علينا وقال : ياعبادي ألم أنعم عليكم ؟
قلنا : بلى ياربنا .
فيأمر ربنا سبحانه وتعالي بالطعام والشراب ؛ من أبهي وأحلي الاطعمة .
وينزل العطر علينا أروع من سابقه ، ويقول ربنا : ياعبادي، هل رضيتم؟
فنقول : ومالنا يارب لانرضى ؛ وقد تفضلت علينا ، وأنعمت علينا .
ثم ينادي رب العزة على داوود عليه السلام ، ويأمره أن يقرأ القرآن .
فنسمع القرآن بصوت داوود عليه السلام، فما سمعنا أطيب ولا أطرب لنفوسنا وقلوبنا مما سمعنا ، ثم يأمر ربنا تبارك وتعالي بفاصل من الطعام والشراب ؛ مما تشتهيه الأنفس وتلذ به الأعين .
ويقول ربنا : ياعبادي، هل رضيتم ؟
فنقول : ومالنا لانرضى ياربنا ،
............
عصام قابيل