آتٍ إلـَيـْكَ مـِنَ الـعـُـمـْر الـذى ذهــَـبَــا
زرعـْتُ فـيـهِ دَمِى ،والـنهرَ والحـَبــَبَـا
مـَالى تـُجـَدّدُ لى الأيــّـامُ مــَوْعـِــدَهــَا
ويـَزدَهـِيـنِى رَفـِيـفٌ من نسيـمِ صِـبَــا؟
ومــَن يـُـنــَبــّهُ أشــواقى ويـَـبـْعـثــُهـــا
كالغـَيبِ ينـفـضُ عـن أسراره الـحُجُـبا
عـُمرى مضَى صَفصَفاً مرتْ بها حِقبٌ
مـا عـدتُ أذكــرُ إذ ْ مرتْ بـنـَا، حـِقـبـَا
هلْ كنـْتَ كالحُـبّ مخـْبُـوءًا بخارطـتى
حـتى ظهرْتَ مع الـوَعـْد الـذى كـُتـِبَـا؟
حـَقـَائـِبى أنت فــِيــهاحَـيـْثـُمـا ذهــَبـَتْ
مـُسافـِرٌ بالهـَـوَى لا يـعـْـرف ُالـتـّعــَبـَا
وفى يَــدِى ذكــريـَاتٌ مـِن مَـحَــبـّتــِنـَا
زرعتُ رُوحِى على صفْحـَاتِـها عِـنـَبَـا
فـَلـَستُ أ ُبْـصِــرُ نـَهـْرًا مـِن حـَدائــقِـها
إلا تــرنــّـّمَ قـَـلــْـْبى حـَـوْلـهُ طـَــرَبــَـا
لـَحـْـنٌ به أرضعـَتـْنـَا مـَوْجـَة ٌخـَـرَجَـتْ
مـن مـنـْبـِتِ الـْحـُبّ ، أمًــا حــُرّة وأبَـــا
صفـَتْ صفـَاءَ الـمُـنىَ رُوحًـا مُــلـــَوّنــة
حـتى تـبـدّى الهـوَى فى نـَـهرنــَاعـَجَـبـَا
طعـامـُـنـَا فــِكــْـــرة بـِـكـْــرٌ، وقــافــِيـَـة
وإن ظـَمـِئـْنـَا، شربـْنَـا الـْحُـبّ والكـتــُبَــا
فـنـَـزرعُ الـحــرفَ فينا وهــْويــزرعُــنـَا
آيـــًا من الـحب ، يـهـْـمِى كلــما شــُربــَـا
بـَيْـتا مـِنَ الشعـْـرِ يَسـقـيـنا ويـُشـعـلــُنـــَا
كـُـنـّا لــَهُ الــمـاءَ أو كـُـنــّا لـَهُ الـحـَطـَبــَا
يــَشـُــدُّنـَا الـــسـّـرُ فــِيــهُ ،أو يُـحــوّلـُـنـَـا
طفـْلـَـيـْنِ.. طفليـْن حتى نـَكسِــرَ اللـُّعَــبَــا
والشعـرُ إن لــَم يـكـُـنْ شـيـْئـًا يـُشكـّلـُنــَا
حـَـديــقــَة ً،أوحَـريـقــًا ،لم يـَـكـُـنْ أدبــَا!
يا صاحبى رحمـة ًلـلـشعــْـر مـِن نـَفَــَـرٍ
يـُورَّثــُون وهـــم عـَـن أهـــلـهِ غــُرَبَــا
يأتى إلى الشعـرِ، بـَحـْـرًا لـيـْس يـرْكـبـُهُ
فـيغــرقُ النــاسَ لا يـدرى بـِمـَا ارْتـَكبَـا
ويـضـغـــطــُونـَكَ، شـَاشـَاتٍ مــُلــوّنــَة ً
ويـُـرهــقـونــكَ ،عــنـوانـًـا لــكلّ نــَـبـَـا
تــراهُ يــسـكـرُ فـــنـًا،ثــمّ تــســمـَـعـُــهُ
تـقـولُ: من حـنـْظـَلٍ يـسـتـوْردُ الـْعـنـَبَـا
وأنـــهُ بـَـاعـَــنـا خــمـْــرًا مـُـــلــوّثــــَة ً
راجـَتْ عـلى الـناسِ لمـا نامـَتِ الرّقـَبَـا
يـا صاحبى إن رُوحَ الشـعـْرِ مـَوْهــِبــَة ٌ
مِـنْ خـالق الحُبّ، مـَن يدرى بما وهبَـَـا
جـرَتْ عـلى الـحُــبّ أقـْــدارٌ مـُغـَيّــبــَة ٌ
أن يــزرعَ الأرضَ أقمارًا،وفيْضَ رُبـَـا
فـَالحـُـبّ إنْ يأمـنـوا، يـَغـْـدو مَواردَهـُمْ
أو أجْــدبـُوا فى رمَــادٍ ،فــَجـّرَ الـسّحُـبَا
وكـنـت لى كالـنـدَى،سـرّ هـمَى سـَحـَرًا
فـاهـْـتـزّ قـلبى لــهُ مـنْ فـــرْحـَةٍ ورَبــَـا
يا صاحـبى قـدْ رضِـيـنـَابالـْهـوَى وَطنـًا
حتى نـَعــُودَ إلى الـبـَيْـتِ الــذى سُـلِـبـَـا!
لـَـمْ يـَـبــْقَ لـلــقــلـْـبِ إلا واحـَــة ٌ، وأخٌ
تــأوى إلــيْـهِ، فـتـنـْسَى عـندهُ الـتـّعـَبــَا .
..........
د . سعيد شوارب