الشمس على وشك الشروق و الندى يلبي النداء..يتساقط قطره قطره على أوراق الشجر و هي تنظر للقطرات و تحاكي قطره حين تنزلق عن ورقه ما..و حين تصل القطره لطرف ورقه الشجر تجري إليها مسرعه بإناء قد حملته لتلحق بها قبل السقوط ثم ذلك الأمان في عينيها حين لحقت بها..اللهفه في عينيها حين تجري لتنقذ القطره كأنها تجري لتنقذ ذاتها التي كادت تقع و هي تقلد القطره في حركتها..ما أقوى الشمس الآن و ها هي الفتاه تحت شجره عظيمه تتمايل بخطوات تبدو عشوائيه و لكنها في الحقيقه تتبع الأشعه التي نجحت في أن تتخلل من بين الأغصان المتشابكه و الأوراق الكثيره..تضع قدما حيث ظهر شعاع على الأرض ثم الأخرى حيث شعاع آخر و تكمل لعبتها فتجد نفسها في النهايه ترقص و الضوء مُسلط على حركه قدميها كأن هذا مسرحها الخاص حيث تؤدي ما أرادت من عروض و المدرب الخاص بها هي الشمس ذاتها و أتباعها من الأشعه..الوقت يمر و الشمس توشك على الغروب و الفتاه عند شاطيء ما تقف قريبه من مياه البحر..قريبه جدا..و تنتظر..تنتظر حتى إن جائت موجه فوصلت إلى حيث تقف و يبدأ العرض..تلتف الفتاه وراء منحنيات المياه التي لم تكن من لحظات إلا موجه فتنسحب المياه إلى داخل البحر فتسكن الفتاه و تلتف بفستانها ثم يتوالى الموج..منه ما يعلو و منه ما ينخفض و منه ما يكتفي بتغيير المسار و الفتاه تحاكي الموج حيث تستطيع الوقوف و فستانها الطويل يتطاير ورائها و الشمس تختفي شيئا فشيئا و يظل الضوء ينسحب من السماء حتى تكون الشمس بين سحابتين فوق الفتاه و كأن بابا من السماء يُفتح و ينبعث منه ضوء مشع يُسلط على الفتاه التي ترقص على صفحه المياه..حل الظلام و باب يُطرق فيدخل امرأتين تمسك كل منهما بذراع من أذرع الفتاه و يضعونها على سرير أبيض..قالت إحداهما: كيف حالك الآن..غدا سنكمل التمرينات و بإذن الله شيئا فشيئا ستسيري على قدميكي..ثم تقول الفتاه باسمه إن شاء الله..هل يمكن أن تفتحي الشباك و تطفئي الضوء أريد النوم..حسنا..تصبحين على خير. ثم تخرج الممرضتان!..تنظر الفتاه لقدميها ثم تنظر لتلك السماء حيث أنار القمر و تغمض عينيها و تحتضن الوساده..ها هي الفتاه تنام في أحضان السحاب..و تقول الفتاه في سرها: يا رب..و تتنهد ثم تقول: من قال أني عاجزه..يوما ما سأسير..و يومها سأمتطي الحلم في سباق المستحيل
......
تقى شهير