بعيدا عن ذلك العالم الذي امتدت أطرافه إلى ما وراء الأفق البعيد و بعيدا عن الإزدحام و التكلف و المصالح و الرسميات..ليس في مكان على الخريطه و لا علاقه له بالوسائل المتقدمه..في بلده على ضفاف عينيها حيث يعلو لحن الصمت مهدئا ساكنتها على ألحانه فتتنهد الساكنه محاوله محاكاه النسيم حين يلامس يابس بلدتها..لا يُشرق عليها إلا البريق في توقيت لا يتبعه سواها..فقط إن دق القلب على ساعه مزاجها..قوانين البلده تنص على عشوائيتها و دستورها سطور يكتبها الفراغ على أسوارها..تكمن القوه في أبواق ضحكتها حين تعلو فلا يُسمع غيرها..تجري الطفوله في شوارعها و تسبح العفوانيه في أنهارها التي تفيض رغم وجود الضفاف حتى تعبر حواجزها..بلده بعيده عن الأنظار حيث لا بأس إن تعثرت ساكنتها في خطاها و لا يُظن بها جنّه إن سارت تُحدث نفسها..حُرِّم فيها الكتمان و باح الوجدان بما أراد..حدودها سراب و رمال صحرائها أفكار و تُزرع في أراضيها دوافع الإنسانيه أملا في أن يُحصد إنسان..صباحها سلام و مساؤها سلام و عصرها أحاديث لا يُستخدم فيها الكلام..تهاجر ساكنتها من شريان إلى شريان في رحله للبحث عن ذاتها..فصول البلده تتعدى المائه و تُسمى ككل المشاعر..فصل للحزن و آخر للفرح و تدرجت بينهما باقي الفصول..و كثيرا ما يصيبها جفاف حتى يمطر عليها إهتمام..لها مرسى ترسو به حريتها و استحالت جدائلها حبالا تتشبث بها الحريه حين تعصف الرياح..بها محكمه العتاب و عقوبه قاضيها ندم يليها حكم بالغفران..رسائل ساكنتها طيور في سمائها فليس هناك رساله لا تُرسل..و أحلامها قمر ينير ليلها حين يُظلم..
بعيدا بعيدا...
في بلده على ضفاف عينيها!
............
تقى شهير عبد الرحمن