مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

روشتة ...بقلم / تقى شهير عبد الرحمن

 
يطرق الباب و تدخل المريضه _كما أطلقت على نفسها_بعد أن تلفتت حولها للتأكد من أن الطريق خالي. *تفضلي بالدخول. أ..أنا من اتصلت البارحه. * لا بأس..هوني عليكي..أريدك أن تهدأي و تخبريني ما المشكله و كلي آذان صاغيه..أنا هنا صديق لا طبيب.  أ..أجل. تتنهد السيده و تخلع نظارتها الشمسيه التي كانت تغطي نصف وجهها و تجلس على كرسي أمام الطبيب الذي يطلب منها البدء بالحديث. أنا دائما خائفه..خ..خائفه من شيء لا أعلمه..أو ربما حزينه..ل..لا أعرف..حتى إن أحلامي بدأت تطاردني.. * بم تحلمين؟. ترفع السيده عينيها إلى سقف الغرفه و تتنهد ثم تعاود الكلام.  حلمت بحزام أسود يُربط حول خصري و عندما نظرت حولي لم أجد أحدا فبدأ يضيق و يضيق..أستيقظت و أنا أتصبب عرقا فلقد كنت أشعر بذاك الضيق ينطبق على صدري. * أتجلسين وحدك كثيرا؟.  و..وحدي!..أنا أشعر بالوحده بين ضلوعي..أشعر بأني لا وجود لي!..أني سراب تراه في بدايه الطريق و البشر يتلاشونه و يكملون مسيرتهم..أو ربما لا يتلاشوني بل أتلاشى أنا نفسي..لن تفهمني!. * فقط أكملي.  ربما أشعر أني لا قيمه لي..أو أن هناك الكثيرات مثلي..أو..
أؤمن بنفسي أمام البشر و لكن بداخلي أنا مفقوده..محتجزه في سرداب لا أجده و لكن أشعر بظلمته من حولي..أخاف من الغد و أترحم على البارحه و أنهي اليوم فقط لأقطع ورقه من نتيجتي لأرى إن كان ما سيأتي كالآن أم أن هناك فرق!..أنا أراني أرقص على أحزاني..رقصا من هذا الذي تكون نهايته السقوط..حياتي بلا معنى تُسلب منها الأيام سهوه و أجدني أكبر و أكبر و بداخلي طفولتي و من بعدها مراهقتي سجينتين. * و لم تسجينهما؟. # أنا..أنا لا أسجنهما..هما سجينتين بداخلي..ما أنا إلا زنزانتهما..أنا سجني. * أنت سجنك و مسجونتك و سجّانك..أتعلمين..الوحده رفيقه قاسيه إن أعطيتها الأمان و هيئتي لها حياه ستسلبكي حياتكي..كما أنها تعشق الدراما..نعم تعشقها..يمكنها أن تدفن القلوب حيه فقط لتسمع صراخها..و لكن إن كانت قاسيه فلتقسي عليها..حين تلجأ إليكي ذليله في هيئه فكره تجاهليها فما أقسى التجاهل عليها..غيري جلستكي..تخلصي من ربطه شعرك..دندني حتى يعلو صوتك فيخفي نحيبها..إن ذكرتك بالماضي أو أخافتكي من الغد واجهيها بالآن..إن جائت في هيئه حلم أنهها بالإستيقاظ..لا تعطيها أملا حتى في أن تستحوذ عليكي بمحاولتكي تفسيره..حلم و انتهى..لا تعتادي على شيء ما..غيري من (ديكور) المكان الذي تجلسين به..كُلي ما لم تعتادي عليه..هل جربتي الأكلات الهنديه، الصينيه، أيا يكن!..غيري قائمه الأغاني خاصتكي..أحلمي و لا تتوقفي عن الحلم..أكتبي..ارسمي..غني..أرقصي..أهربي! جربي و جربي حتى تهربي منها إليكي..أجعليها هي سجينتها..إن كان ما مضى قد ضاع فلتبدأي من اليوم و لا بأس من الفشل أو الوقوع في الخطأ فطالما هناك شهيق يطول و عين تغمض و دقائق يتوقف فيها الزمن حتى تتنفسي الدنيا..هناك حلم يجب تحقيقه و حياه يجب عيشها..يجب معاوده النهوض دائما بعد الوقوع. وسعت عينا السيده و إحمر وجهها..* قد انتهى موعدنا اليوم و هذا علاج حتى أراكي الأسبوع القادم و أعطاها (الروشته) و ذهبت إلى بيتها. و في بيتها فتحت (الروشته) و بدأت بتنفيذ ما فيها حرفيا..فلتقفي أمام المرآه و تثبتي السبابه في اليد اليمنى على بدايه الثغر من اليمين و السبابه في اليد اليسرى عند نهايه الثغر من اليسار..الآن ارفعي السبابتين..و افتحي ثغرك قليلا..انظري في المرآه!!.. ضحكه!!..ثم تقلب السيده (الروشته) فتقرأ أضحكي ما الدنيا إلا ضحكه..ضحكه أمل..سخريه..صبر..قوه..لامبالاه..اهتمام..إيمان..رضا..حب..صحبه..مجامله..مسامحه..مبادره.......
ما هي إلا ضحكه في جميع الحالات و لا يجب أن تكون غير ذلك مهما عظمت همومك ستقضي عليها ضحكه 

.....
تقى شهير
 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016