لقــد ضاعـتْ ملامِحُنـا و ضِعْـنـا
فلا القسماتُ تلكَ ولا السـماتُ
.
وإذْ لا جـــــــذرَ كالشِّرْيان يبقى
فلا شجرٌ يكـــــــــــونُ ولا حياةُ
.
و كيف السيـرُ فـي لـيـلٍ طـويلٍ
إذا حُجبـتْ عن الـنـاسِ الـهُـداةُ
.
وفي جهةٍ يصيرُ الناسُ شتّــى
فـكــيــف إذا تــعـددتِ الـجهــاتُ
*
*
*
ضللتُ وقد جعلتُ حَذامِ خلفي
وهل بـالـظـنِّ تُقـتـحـمُ الــفلاةُ
.
فكـيف اذا وُقِـفتُ بِبَـطنِ خَـبْــتٍ
ولا مُــهـري لـديَّ و لا الـقــنــاةُ
.
غفـونـا بـعـضَ يـــومٍ و انتبـهْـنـا
فإذْ بـالـبـابِ قـــد وَقَـفَ الـعُــداةُ
.
و إذْ بِيَغـوثَ ويحـكَ صـارَ فحـــلاً
وصـارتْ أمَّ عَــتْــرتِـــه مَـــنــــاةُ
.
و إذْ بالنيـلِ شــوّه وجــهَ عَـمْـروٍ
وغــيَّــرَ جِـلـدَ خــالـدِه الــفــراتُ
*
*
*
و كنّا نحـنُ مَـنْ سَكَـنَ المعالـي
و نـام النـاسُ فـي عُــرْيٍ وبـاتوا
.
وكـان لنـا الرغيـفُ ولــو قعـدْنـا
وكان لهم ْو لـو تعبـوا الفُتـــــاتُ
.
أتـصـلُــحُ بــعـد تـأديــةٍ وجـهـدٍ
بغيـرِ وضـوءِ صاحبِـهـا الـصــــلاةُ
.
فـقـلْ للمـجدِ لمْ يُـردفْ بـمـجدٍ
لـقد فـاتـتْـكَ يـا مــجـدُ الـنـجاةُ
.
بـأيِّ مـشـيـئــةٍ وبـأيِّ حـــــقٍّ
تـســوقُ قـطيعَ مــأسدةٍ قـطاةُ
.
إذا لَـبِـسَ الوضيـعُ ثـيـابَ مـجْـدٍ
فـأحـسنُ مــنـهُ هـيــئـةً الـعراةُ
*
*
*
وآخـرُ صَــرعــةٍ أنّـــــا وجــدْنَـــا
تُحاضرُ في الكمالِ النــــــاقصاتُ
.
ويضـحـك جـاهـلٌ من عـبـقـريٍّ
و يشـرحُ هَـمَّ ذي النعلِ الحفـاةُ
.
تغيّر كــــــلُّ شيء ...كلُّ شيء
ومـا كالكحلِ فـي العـين الـقـذاةُ
.
فمَـنْ لـمْ يستحُـوا صاروا مـثـالًا
ألا ومَنِ استَحَوا ذهبوا وماتــــوا
.
.
_______
البياسي