مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مذكرات نطفة...11 بقلم الأستاذ / عصام قابيل

تخيلت حياة القبر ؛ وأنا أنعم في فضل الله ، واشعر بالسعادة وظللت على هذا الحال ؛ حتي سمعت صوتا رهيبا ، وحينها تذكرت أحداث الساعة ، وماتبقي منها...ترى ماذا حدث فوق الارض ؟ وأنا قابع هنا تحت الأرض.
قيام الحرب العالمية الثالثة - والتي عرفت بهرمجدون - في الكتب الأخرى ، وقيام المهدي المنتظر واخذه البيعة ؛ ثم انتصاره علي قوى الصليب ، ثم ظهور الدجال - واقشعر جسدي حينما تذكرته -
ثم نزول عيسي عليه السلام ؛ وقتله الدجال ، ثم خروج يأجوج ومأجوج
، وخروج الدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ، ثم الريح الباردة التي تقبض من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان .
ثم في النهاية الصيحة من إسرافيل ، ترى هل هذه هي الصيحة ؟
لم ألبث كثيرا حتى سمعت الصيحة مرة أخرى ، شعرت وكأن أحد يلملمني ، ويجمع كياني ، وشعرت بماء يتسرب إلى أنحائي ، ثم شعرت بالأرض تنشق ، وأخرج منها برأسي ، لا أرى ، ولا أسمع !
ثم فجأة ! شعرت بالروح تدب في جسدي ، ونظرت إلى الأرض فوجدتها وكأنها سطحت ، ولا يوجد عليها بروز واحد من الجبال ، ومناديا ينادي: هلموا إلى لقاء الله ! هلموا إلى لقاء الله .
تجمعنا حشودا وراء حشود ، والكل يقف مرعوبًا في خشوع شديد ، ويهمس في صوت خافت : أين ربنا ؟ إن الله سيحاسبنا
ودنت الشمس من الرؤوس ، وراح الناس كل بحال يدفع عن نفسه العرق من شدة الحر ، فرأيت ناسا وصل بهم العرق حتي كادت أن تغرق فيه ، وبعضهم حتى صدره ، وبعضهم حتي حقويه ، وبعضهم حتي ركبتيه ، وبعضهم حتي الكاحلين ، وبعضهم نفض العرق تقريبا من عليه ، وتعجبت عجبا شديدا ، سمعت عن هذا من قبل ، ، ولكني لم أكن اتخيل أنه بهذا الشكل ، ثم سمعنا جلبة رهيبة وضوضاء ، ثم اخذنا يسأل بعضنا البعض ؛ حتي جاءنا الخبر من أولي الفهم والعلم ، إنهم ملائكة السماء الأولي ، وقد بهر نورهم كل أهل الموقف، وتساءل الناس : أفيكم ربنا ؟
قالوا : لا ، نحن ملائكة السماء الأولى .
واصطفت الملائكة علي جانب الموقف ، ثم حدثت نفس الجلبة والضوضاء ، ونزلت ملائكة أشد نورا ففزع الناس ، وتساءل أهل الموقف : أفيكم ربنا ؟
قالوا : لا ، واستمر الملائكة في النزول حتي نزلوا جميعا
وفجأة ! حدثت واقعة إنخلعت لها الألباب؛ تطايرت صحف الأعمال؛ وذهبت كل صحيفة لصاحبها؛ فآخذ كتابه باليمين؛ وآخذ كتابه بشماله، وبقى الناس في حيرة وخوف ووجل؛

...........
عصام قابيل

 

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016