مجلة حـــــروف من نــــــــور مجلة حـــــروف من نــــــــور

آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصة الحب الكبير....قصة للأديبة فاطمة اليزيدى

قطبت دنيا دلال جبينها وطوت ظلالها الفيحاء ، لياليها تمنحها السهاد وتجعلها لا تعانق النوم الا واليل نفض عنه اسراب النجوم كانت تدرك ثمة شيء يتمخض في رحم الغيب . ابلاله لها بهاجس مخبأ في خياله مضى منه في غفلة كالزئبق . أطلعها على أفق الحقيقة بعدما كانت تتمخض في غياهب الشك وهو يفصح عما يجيش في صدره من انفعالات تلتهب التهابا تعجز الملامح والعيون عن إخفائه .. تغار من أطياف الرؤى المزدحمة وهو يسمعها حكايات الكون الرحب ضاق بذات الخدور . لم يكن يعف عن اللغو الأرعن وهي تنظر الى ما سال من شفتيه ، وإذا به جزء من كيانه . وألمعية المراهق طفت على عواطفه ووجدانه ، إنفك بها من عقال الواقع .. مرغت وجهها في صدرها لعلها تطرد فلول الأسماء الفتية وبعيون الصمت تبكي وتراودها أحلامها المخضبة بأشواق التمني أن لا يحقق الله أمنيته كي لا تطوي عمرها المعشب .. لكن الأيام تداولته . باتت معاناتها أعمق وأصدق بالألم وبات صبحها أشد وحشة من ليلها وكلامه إكليل شوك يصليها عليه .. مع ذلك تحاول مرارا أن تتقنع عن معاناتها تجرح وجهها بابتسامات وتهديها له . إنها أدركت أن حلمه أكبر من واقع ووهم السعادة فيه أعذب من يقينها ، وإن كان يركن للوهم وأشباحه حين يدعي أنه لا يرتضي لدنياه الهذيان إنما يسأل عن دنيا الرضا .. تتمتم أي رضا ؟؟ يأتي الرضا عندما يكون المرء غير كفء أو يحتاج لأساسيات تستدعيه .. لا تدري لما لم تواجهه بذلك ؟ أيهما أقفل فمها ؟ ألحب ؟ أم الخوف ؟ انتبهت اسرعت لمرآتها توقفت لحظة خشية أن تطالعها السنون بأن لم يبق في مرآها ما يغري . وإن كانت تستبعد ذلك لأن النفس الإنسانية إذا فقدت معنا في نفسها فقدته على صفحة الواقع. وهي ما شعرت بذلك ، وفي الآن ذاته تنبري أكثر حياة .. تستنكر تغيره وتتخبط في ظلام أعصابها ونفسها ، لهاثه من دفء أضلاعها يزداد ذوبانا وهو يبحث عن دنيا العربدة والهمهمات .. تتذكر ماضيها الخصيب يحمل بهاءته وهناءته ليتجه لمستقبل جذيب.. أملها مريض ما عساها تفعل ؟ السخط ... لقد تعبت من أوار نفسها . معولها بيدها لــكن ضاق عنه خيالها . تعاني التردد الرفض القبول فكرها يعاني التأزم ونفسيتها تتأزم لا تصتطيب سريرها دونه وكيف تحيا والليل يسمعها أشلاء قهقهات طويلة تسمعها عبر أشباح الفراغ في جنح الليل تتراقص وهي تتخيل أخرى أمامه ضاحكة وإذا بها ملأ صدره وذراعيه آه ... تنهيدة صكت أضلعها أعادتها من جرح تتلمس الإشفاق . ترنو إليه في دجى ليل بهيم وهي تلثم خد مئزره .. احبها الكبير له يجعلها ترضخ لمطلبه وتعزم على أن تملق نفسها في تحقيق مشروعه الكبير وهي بين التطاول والتثاءب تتردى لاح لها جرح آخر راعف ماله من تضميد ، النظرة الدونية للمتزوج عليها زوجها وجعلها فريسة . كل فاتح شدقه ونابه لفتراسها .. انبرى ثغرها على ابتسامة صفراء وهي تسترجع كلماته لها <<إذا خلى وجهك من أمامي ترهق نفسي إنك عمري لن أرمي به ولــــكن .. الآن فهمت ما تعنيه كلمت لــــكـــن .. وأتممت الجملة في نفسها
ولكن الطمع فقر من كـلـينــــــــا ...

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

زوار المدونة

احصاءات المدونة

جميع الحقوق محفوظة

مجلة حـــــروف من نــــــــور

2016