تغريدات إيمانية"1"
ترددت كثيرا وتريثت قبل كتابة هذه السطور التي
أبدأها بهذه الباكورة المباركة ان شاء الله التي عنوانها "تغريدات
إيمانية" وذلك لأن المشهد "الإسلامي العربي" معقد جدا في جميع
أنحاء العالم.
الانقلاب الحاصل في مصر منذ الثالث من يوليو
2013 وما تبعه من حرب على الإسلام وأهله بشتى الصور والوسائل الممكنة وغير
الممكنة، الوضع المتأزم في سوريا والعراق، الثورة المضادة في تونس وتولي رئيس يتبع
نظام بن علي مقاليد الحكم، انقلاب الحوثيين على الحكم في اليمن وموت عبد الله بن
عبد العزيز ملك السعودية والتغيرات الحاصلة في المملكة من بعده، وقبل هذا وذاك
التطاول على سيد ولد آدم وخير البرية صلى الله عليه وسلم من قبل صحيفة فرنسية
حقيرة.
انتظرت قليلا قبل الكتابة لأرى بنفسي ما ستسفر
عنه أحداث الذكرى الرابعة لثورة الخامس والعشرين من يناير لتكون الصورة واضحة
تماما لأرى المشهد من أعلى بكل جوانبه ومحتويات.
الحقيقة التي يجب أن نعلمها جميعا وندركها
إدراكا كبيرا هي أن القضية ليست ثورة مضادة على "الربيع العربي" وتبعاته
ولا على محمد مرسي وحكمه بل هي ثورة على "الإسلام" بكل ما تحتويه الكلمة
من معنى.
كلمة قالها أحد الأفاضل منشورة على حسابه على
موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" معلقا على الأحداث:
"أرادوها حرية فجاءت إسلامية فقلبوها حربا
صليبية"
كلمات يسيرات لكنها عميقة المعاني تصف المشهد
بكل دقة.
إذن رأس الأمر في المعادلة الآن هو
"الإسلام" ليس الاخوان ولا الحركات الإسلامية بل هو الدين نفسه وهذا قيل
بكل وضوح في خطاب قائد الانقلاب وحديثه عن "المقدسات الدينية "وضرورة
احلالها ثم لما تدارك الأمر قال إنه لا يتكلم عن الدين..................؟
إذا علمنا الأصل وتفهمنا الأصول سهل علينا العمل
والانجاز.
ما يهمني الآن هي قضية صد العدوان عن دين الله
ومواجهة هذه الحرب الشرسة على الإسلام فهي لب الموضوع وقشرته.
ما إن ألمح محمد مرسي "فك الله أسره"
ببصيص أمل ضعيف جدا في ضرورة الاستقلال عن التبعية وانفرادنا بهويتنا الإسلامية
وان لم يعمل بهذا الا وعجل المتربصون بالانقلاب عليه ووضعه في غياهب السجون.
لو رجعت بعقارب الساعة قليلا إلى الوراء لتعجبت
العجب العجاب من محاربة قوى الشر والفساد لترشح القائد "الملهم" الشيخ
حازم صلاح أبي إسماعيل فك الله أسره ورفع قدره في الدارين.
لماذا حاربوه بالغالي والنفيس ومنعوه من
الاقتراب من تولي عرش مصر؟
الإجابة بكل بساطة ويسر لأنه أعلنها بصراحة ومن
أول يوم أنها ستكون "إسلامية الهوى والهوية"
جن جنون القوم وتواصوا فيما بينهم وتقاسموا
بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون.
لا نريد أن نسرد أحداثا من غير أن نتعلم منها
فماعرف القوم قيمة وقامة الشيخ حازم فك الله أسره الا بعد فوات الأوان وموقع
اليوتيوب شاهد على تنبؤاته التي أصبحت واقعا ملموسا يراه القاصي والداني بداية من
براءة مبارك وإنتهاءا بالصراع على الملك بعد وفاة عبد الله بن عبد العزيز.
هل كان يوحى إلى الشيخ حازم بهذه الأمور من دون
البشر بالطبع لا لأن النبوة قد انقطعت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وانقطع
الوحي لكن الرجل تربى على منهج الايمان القويم ولم يلتفت يسرة ولا يمنة بل ولى
وجهه شطر الايمان والإسلام النقي الذي لا تشوبه شائبة فكانت قراراته وتوجهاته
صائبة الى حد كبير وان كان هو بشر يصيب ويخطئ.
الفارق الكبير بين منهج الشيخ حازم وغيره أنه
تعلم الايمان بكل تفاصيله وتشرب الايمان بعد تعلمه فأشرب الايمان في قلبه فكان
واقعا ملموسا.
أردت ضرب مثال الشيخ حازم لأبرز شيئا مهما جدا
الا وهو أنه رجل يمشي في الأسواق ويأكل مما نأكل فليس الأمر ببعيد عنا مع تصدينا
للباطل أن نرجع للإيمان النافع وليس الايمان الشكلي الظاهري والا فهناك أقنعة خرجت
عن الطريق السليم وانحازت للباطل بل ودافعت عنه وان يقولوا كلاما لا تجد الا
الكلام الذي يؤصل للباطل التأصيل "الشرعي" الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه
من قبله العذاب.
أعرف أنني قد أكون أطلت عليك أخي القارئ ولكنها
إطالة مطلوبة لتأصيل مثل هذه التغريدات التي أريد أن أغرد بها في زمان
"التويتر المؤثر"
تغريدة اليوم هي بمثابة وضع حجر الأساس لمن أراد
البناء حيث يقول صاحب الظلال رحمه الله:
"والاستعلاء بالإيمان ليس مجرد عزمه مفردة،
ولا نخوة دافعة، ولا حماسة فائرة، إنما هو الاستعلاء القائم على الحق الثابت المركوز
في طبيعة الوجود. الحق الباقي وراء منطق القوة، وتصور البيئة، واصطلاح المجتمع، وتعارف
الناس، لأنه موصول بالله الحي الذي لا يموت.
" ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم
مؤمنين"