هل تعرفينَ
مَنِ الذي جعلَ المكانَ
هناكَ خلفَ الوقتِ
بين شقوقِ هذا العُمْرِ
بين شقوقِ هذا العُمْرِ
وسْطَ الانتظارِ
و بينَ لونِ الشمسِ
و التوتِ القديمِ
و التوتِ القديمِ
و فوقَ رغوةِ موجةٍ
و هشاشةِ الثلجِ المعلقِ... في الهواءِ
على تلالٍ لم تغادرْها السماءُ
لمرةٍ عندَ المحطاتِ البعيدةِ
في بلادٍ
في بلادٍ
لا تصافحُ مثلنا
تحتَ الرمالِ البيضِ
في يدِ مرأةٍ كانتْ تُلوِّحُ للغريبِ
على رصيفٍ منْهَكٍ
جنبَ الطريقِ
إلى البحيراتِ
التي شربَتْ عذوبتَها الطيورُ
مع القوافلِ
و هي آتيةٌ من السفرِ
المدوَّنِ في شفاهِ المُتْعَبينَ من الكلامِ
أمامَ مرآةٍ
تفضُّلُ أنْ نكونَ مرَتَّبينَ
بدونِ أنْ تُبْقي لنا
بدونِ أنْ تُبْقي لنا
نُسَخَاً نراجعُها معاً
بعد الرجوعِ
إلى سريرٍغارقٍ
في ذكرياتٍ للنهارِ
في ذكرياتٍ للنهارِ
وراءَ بيتٍ كنتُ أعرفهُ
و أذكرُ أنَّ نافذةَ المساءِ
تغيَّرتْ في آبَ أو تشرينَ
تغيَّرتْ في آبَ أو تشرينَ
بعد رحيلِ من سكنوهُ
أسفلَ سُلَّمٍ يُفْضي لمخدعنا
الذي ما مرةً جئناهُ
أعلى من مصابيحِ المقاهي
و هي مُقفَلةٌ على زوارهِا
بعد العِشاءِ
ألمْ أقلْ لكِ
أنتِ أمكِنتي و أنتِ إجابتي
عما سألتُ
و ما سيذهبُ بي إليكِ
مع المواسمِ و الفصولْ.
.....................
علاء نعيم الغول